تقارير سنوية عن حقوق الإنسان باليسرى وباليمنى أفظع الانتهاكات بحق البشرية
شؤون سياسية
الأربعاء 22-5-2013
دينا الحمد
تقدم الولايات المتحدة الاميركية سنويا تقارير عن حقوق الانسان في العالم فتنتقد هذه الدولة او تلك وتطالب باقصاء دول ومعاقبة اخرى متجاهلة سجلها الاسود في انتهاك حقوق الانسان سواء اكان ذلك في الداخل الاميركي او على مستوى العالم .
و المفارقة الصارخة في كل ذلك ان واشنطن هي العاصمة الاكثر صراخا وصخبا في هذا الاطار ربما لكي تغطي على انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان ، فتراها ترفع شعارات الدفاع عن حقوق الانسان في كل المحافل الدولية و نجدها في كل مناسبة الاكثر استخداما لهذه الورقة في تعاملها السياسي مع الدول الاخرى في حين ترفض أي نقد خارجي لممارساتها الوحشية ضد الاخرين .
و التقرير السنوي الاخير الذي اصدرته وزارة خارجيتها لا يخرج عن هذا الاطار فقد وزعت من عظاتها بالعشرات على جميع بلدان العالم تقريبا معتبرة ان حقوق الانسان تنتهك من الصين الى روسيا مرورا بالدول العربية و دول اميركا اللاتينية و افريقيا دون ان تذكر تلك الانتهاكات التي يوثقها العالم يوميا في فلسطين المحتلة على ايدي سلطات الاحتلال الاسرائيلي .
اما المفارقة الاخرى فهو وصف التقرير لما يجري في منطقة الشرق الاوسط بأبشع الانتهاكات من قبل حكومات هذه البلدان و بالحرف الواحد يقول التقرير:«يواصل الشباب و النساء و الرجال في جميع بلدان الشرق الاوسط خلال عام 2012 سعيهم للدفاع عن الكرامة وزيادة الفرص الاقتصادية والمشاركة في مستقبلهم السياسي في ظل انتكاسات مثيرة للقلق للتحولات الديمقراطية وتراجع في حماية المجتمع المدني وازدياد العنف ضد المرأة «.
و لم ينس التقرير ان يشيد بالتطورات في جنوب السودان وجهود حكومته لضمان مستقبل سلمي لشعبها على اعتبار ان تقسيم السودان كان احد (المنجزات) للسياسة الخارجية الاميركية.
كما لم يتجاهل التقرير ما وصفته وقفة الولايات المتحدة مع الشعوب و الحكومات التي تتطلع الى الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان دون ان يذكر كم هو حجم الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني وهو يتطلع الى اعادة حقوقه المغتصبة ونيل حريته من المحتل الغاصب.
و في اطار تنصيب نفسها قاضيا دوليا وبدلا من التركيز على مشكلاتها وانتهاك اجهزة استحباراتها لحقوق المواطن الاميركي راحت توزع الوصفات على انتهاك حقوق الانسان في الصين وروسيا فتجاهل تقريرها الاخير انتهاكاتها بحق مواطنيها حين تتنصت على اتصالاتهم الهاتفية و رسائلهم الالكترونية و حين تمارس التمييز الديني و تضطهد المسلمين الاميركيين بحجة الارهاب ،و حين تمارس ابشع الانتهاكات في معتقل غوانتانامو الذي يعد انموذجا صارخا للتعدي الاميركي على حقوق الانسان،وحين ترفض التوقيع على معاهدة حقوق الطفل وحين تنشر طياراتها دون طيار في شرق افغانستان وغرب الارض ومشرقها لقتل الابرياء بحجة الحرب على الارهاب.
ثم ألم تكن اميركا الدولة التي قامت على جماجم عشرات الملايين من الهنود الحمر و التي دفعت احد الباحثين الاميركيين للقول ان اميركا اكثر الامبراطوريات دموية في التاريخ ،وفي الوقت ذاته كانت الاكثر وقاحة في استخدام حقوق الانسان.
و لعل وصف المفكر الاميركي نعوم تشومسكي هو الاكثر انطباقا على ما ذكرناه فهو القائل:«هناك ما يكفي من الادلة لاتهام رؤساء اميركا منذ نهاية الحرب العالمية بأنهم مجرمو حرب او على الاقل متورطون بدرجة كبيرة في جرائم ضد الانسانية».
فالولايات المتحدة قامت منذ ذلك التاريخ بأكثر من 80 حربا وتدخلاً عسكرياً وغزو وانقلاب وآخرها حربا العراق وافغانستان التي قتلت خلالهما الملايين وشردت الملايين ودمرت بنيتي دولتين لاجيال قادمة.
اما السجل الداخلي لحقوق الانسان أي داخل الولايات المتحدة فحدث ولاحرج حيث يقبع داخل السجون اكثر من مليون مواطن اميركي وهذا الرقم في عام 1998 حيث يعامل السود والمهاجرون والنساء معاملة سيئة جدا فضلا عن التعذيب والممارسات اللاانسانية من قبل اجهزة استخباراتها وفوق هذا وذاك سجل اميركا الاسود في مجلس الامن الدولي حيث اجهضت عبر الفيتو عشرات القرارات التي تدافع عن الحقوق الفلسطينية فعن أي تقارير مزعومة عن حقوق الانسان سيصدق العالم وزارة الخارجية الاميركية بعد اليوم؟!.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.