Two Years To Go: Will the Ambassador Succeed?

<--

سنتان متبقيتان.. هل ينجح السفير؟

تاريخ النشر :٧ يونيو ٢٠١٣

محمد مبارك جمعة

أمريكا لم تأت بالديمقراطية إلى العراق، بل جلبت له التقسيم. منذ سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، اشتعلت الطائفية من شمال العراق إلى جنوبه. الأكراد يطالبون بالانفصال، وهناك عدة محافظات تطالب بحكم ذاتي مستقل. المسيحيون هربوا من العراق جماعات وأفواج، حيث طاردتهم السياسة الطائفية الإقصائية لحكومة المالكي، هذا عدا ملايين العراقيين الذين فروا من بلادهم إلى أوروبا وغيرها خوفاً من مليشيات القتل على الهوية.

المحصلة النهائية، أن العراق ليس ديمقراطياٌّ الآن، بل تم تدميره وتقزيمه وإفقار شعبه، ولم يعد يلعب أي دور استراتيجي مهم في المحور العربي، حيث ابتلعته إيران، وباتت تتحكم حتى في تعيينات المحافظين فيه.

أرسلت واشنطن إلى البحرين سفيراً أتى بـ «خبراته» من العراق. هذه «الخبرات» تتمثل في القدرة على صناعة صراع حزبي طائفي بين مختلف مكونات المجتمع والاقتتال على الوصول إلى السلطة، ومن ثم يتم تسليم مقاليد الحكم إلى أكثر هذه الأحزاب طائفية وعداءً للآخرين.

أمضى السفير في البحرين حتى الآن قرابة سنتين نفذ خلالهما العديد من الاجتماعات واللقاءات المعلنة وغير المعلنة مع جمعيات طائفية تتبع الولي الفقيه في إيران، وهي جمعيات (على رأسها «الوفاق») تمثل امتداداً لمثيلاتها في العراق، وفي مقدمتها «حزب الدعوة»، إلا أنه لا يبدو أنه (أي كراجيسكي) قد تمكن حتى الآن من إعادة تنفيذ السيناريو العراقي في البحرين، ولم يستطع أن يخترق المجتمع البحريني بالطريقة التي حدثت في العراق. إذا كان المجتمع العراقي بعد الغزو قد انخدع بشيعته وسنته بفكرة «الديمقراطية» في العراق وإذا به يجد نفسه في دولة طائفية مقسمة وفقيرة، فإن المجتمع البحريني استقبل «كراجيسكي» وهو يعلم كل العلم ما سوف يحاول فعله. هو يلقى القبول والاستحسان من قبل «الوفاق» ومن معها، إلا أن أغلب الأطراف الأخرى تنظر إليه بعين الشك والريبة، بل وترفضه رفضاً تاماٌّ، وهناك اليوم من نشطاء المجتمع البحريني من قدم فكرة رفع خطاب إلى الرئيس الأمريكي «أوباما» يحمل توقيعات أهل البحرين للمطالبة بإخراج السفير من البلاد، والفكرة لقيت رواجاً ومن المتوقع أن تنهال التوقيعات على هذا الخطاب، وخصوصاً إذا ما تبنته جمعيات سياسية.

من هنا يمكننا أن نسأل: هل سيواصل السيد السفير مهمته نفسها خلال السنتين المتبقيتين سعياً إلى إيصال «الوفاق» إلى الحكم، أم أنه سيتجه إلى إصلاح علاقته بأطراف المجتمع البحريني التي باتت متوجسة كثيراً منه؟

About this publication