God Does Not Gloat

<--

اللهم لا شماتة..!

تاريخ النشر :٩ يونيو ٢٠١٣

محمد مبارك جمعة

الإدارة الأمريكية تتجسس على عشرات الملايين من البشر من الأمريكيين وغير الأمريكيين. الناشط السوري محمد الهادي، اكتشف مؤخراً أن جميع محادثاته التي أجراها مع نشطاء الثورة عبر «سكايب» كانت مخترقة من قبل الأمريكان وجميع محتواها تم الحصول عليه، ومن بينها محادثة مهمة تضمنت معلومات استراتيجية عن عملية مطار «منغ» العسكري الذي كان يحاول الثوار السيطرة عليه. وقال نشطاء آخرون إنهم يشكون في أن الكثير من المعلومات المهمة التي تخص تحركات الثوار على الأرض تم تمريرها من قبل الإدارة الأمريكية إلى النظام السوري.

الإدارة الأمريكية تجسست حتى على منظمات «حقوق الإنسان» في أمريكا، وحصلت على تفاصيل باتصالات النشطاء الحقوقيين بمختلف الأطراف في الداخل والخارج. ناشطة أمريكية اسمها «سوزانا سيركين»، وهي تدير مركزاً لحقوق الإنسان، قالت لصحيفة «نيويورك تايمز»، وهي غاضبة، إنني قلقة جداً من انكشاف قضية تجسس الإدارة الأمريكية، حيث لن يثق أحد بنا بعد الآن، وسيتحوط الناس كثيراً قبل أن يتحدثوا إلى منظمات أمريكية خوفاً من أن يتم تسريب أحاديثهم.

المضحك في الأمر أن الكثير من النشطاء الأمريكيين، وخصوصاً أولئك الذين يدسون أنوفهم في شئون دول أخرى، تحدثوا عن حكومات الشرق الأوسط متهمينها بأنها تتجسس على النشطاء المعارضين للحكومات، وذكروا البحرين من بين هذه الحكومات، بمعنى أن البحرين «تتجسس على النشطاء» (على حد تعبيرهم) وأن حكومات في الخليج والشرق والأوسط تستخدم برامج تجسس لاختراق مواقع الإنترنت والمكالمات الهاتفية وبرامج الاتصال والبريد الإلكتروني للحصول على معلومات حول تحركات النشطاء والمعارضين وما يتداولونه من معلومات. أما اليوم، فإننا نقول لهم: اللهم لا شماتة. قبل أن تتحدثوا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير في دول الشرق الأوسط، حاسبوا حكوماتكم الغربية التي تتجسس على عشرات الملايين من البشر وتستحوذ على ما يقولونه من معلومات، وتعاملوا مع هذه الفضيحة الجديدة التي تواطأ فيها القضاء مع السلطة التنفيذية.. حقاًّ اللهم لا شماتة.

About this publication