Half Open Door Policy

<--

سياسة الباب الموارب

حدث وتعليق

السبت 22-6-2013

عائدة عم علي

سقطت أقنعة واشنطن وأدواتها الإقليمية بتأكيدها الحرص على ايجاد حل سياسي للأزمة في سورية، وذلك بعد مجاهرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتزويد المجموعات الإرهابية بالسلاح

وهو ما يدل على مدى انزلاق الإدارة الأمريكية أكثر في الأزمات والجرائم التي ترتكبها وترجمة عملية لأمر العمليات الصادرة من البيت الأبيض إلى عملاء المنطقة في محاولة إجهاض أية تسوية للأزمة من خلال تأجيجها خلافاً لما تدّعيه إدارة أوباما الكاذبة.‏

فسياسية المراوغة الأمريكية لم تخرج عن سمتها المتعارف عليها في تغيير النهج منذ نشأتها وهو ما توضَّح في جملة المواقف المواربة التي عبّر عنها أوباما في برلين من أن إدارته ترغب في رؤية سورية موحدة وديمقراطية من جهة، ومن ناحية رفضه الإجابة عن نوع الأسلحة التي تقدمها بلاده للمجموعات الإرهابية المرتزقة, وهنا مربط فرس الكذب والرياء الأمريكي, ومابين هذا وذاك تتضح معالم الإرباك الأمريكي تجاه الأزمة بعد افتضاح أدوار المتآمرين على اختلاف مشاربهم من خلال سياسة الباب الموارب وهو ما قلل من الهيبة الأمريكية التي ما انفك كل من مرّ على البيت الأبيض التفاخر بها.‏

واشنطن ومن خلال إعداد مؤامرتها وعملائها في الغرف السوداء ليس لديها أية مشكلة في استمرار الأزمة لسنوات طالما هدفها تدمير الدولة السورية، وإضعاف محور يناهضها منذ عقود ناهيك بوقوف سورية سداً منيعاً في مواجهة مشروع الشرق الأوسط الجديد المفصّل والمعدّ أميركيا وصهيونياً. وبعد أن باتت دمشق قاب قوسين أو أدنى من إلحاق الهزيمة بمرتزقتهم وهو الأمر الذي يمهد لإعادة رسم التوازنات الإقليمية والدولية وتغيير معطيات المعادلة الجيوسياسية في المنطقة برمتها بعدما وصلت السياسات الغربية والأمريكية الى طريق مسدود أغلقه السوريون بصمودهم في وجه عتاة العصر الساقطين خلف عتبات التاريخ.‏

ما بين حسابات الحرب وخسائرها، وما بين الحلول السياسية وخسائرها، التي لا تقل أهمية يبدو هامش المناورة الأمريكية ضيقاً إلى حد كبير ينحسر مع تقدم الجيش العربي السوري في المواجهة مع إرهاب مرتزقتهم على أرض الحضارة والمقومات التي أجهضت مؤامرتهم وطريقها إلى السقوط الأبديّ ونؤكد للأعراب أذناب واشنطن وبعض ضعاف النفوس أنهم مهزومون لا محالة.‏

About this publication