What Are We to Do About Kerry’s Attempts to Revive the Dead!

 .
Posted on June 30, 2013.

<--

لا أحد يستطيع أن ينكر المتغيرات الأيديولوجية والاجتماعية التي تعتري المجتمع الاسرائيلي والتي تدفع به باستمرار منتظم نحو المزيد من التطرف بحيث نجد من كانوا في عداد الغلاة المتطرفين بالأمس هم اليوم معتدلون براغماتيون إذا ما قورنوا بمن يقفزون إلى المقاعد الأمامية في إدارة الحكم باسرائيل . والطريف أن هذه الظاهرة ليست بالجديدة ولكن الجديد هو ذلك الارتفاع المضطرد في وتيرة التطرف.

وإذا ما عدنا إلى الأيام الأخيرة في عهد الليكود بقيادة أرئيل شارون نجد أن شارون ضاق ذرعا ً باليمين بقيادة نتنياهو ورأى فيه جسما ًمتطرفا ً يقود إسرائيل نحو المزيد من العزلة الدولية ، وأدرك أن نتنياهو سيهزمه في قيادة الحزب ويلقي به إلى الهامش فسارع إلى الهرب من خلال التحالف مع شمعون بيرس وتشكيل حزب مركز جديد هو ما عُرف باسم ” كديما ” تاركا ً ما تبقى من الليكود تحت قيادة نتنياهو اليميني المتطرف آنذاك .

وتمضي الأيام ويمضي المجتمع الأسرائيلي نحو المزيد من التطرف ليجد نتنياهو نفسه اليوم في نفس المكان الذي كان به شارون قبل أن يقسم الليكود ويؤسس حركة «كديما».

فالمتتبع لما يدور داخل الليكود هذه الأيام يلاحظ كيف سيطر المستوطنون المتطرفون على مركز حزب الليكود بعد أن شم نتنياهو رائحة الهزيمة في انتخابات المركز واضطر لسحب مرشحه لرئاسة المركز مما أتاح المجال أمام فوز مرشح المستوطنين داني دانون الذي يشغل أيضا ً منصب نائب وزير الدفاع الاسرائيلي بوغي يعلون الأقرب هو الآخر لليمين المتطرف.

كما نلاحظ أيضا ً ارتفاع وتيرة التصريحات الصادرة ليس فقط عن بيني بينيت زعيم كتلة البيت اليهودي المشاركة في ائتلاف حكومة نتنياهو وإنما في تصريحات جيل الشبان الجديد الذي ظهر في الانتخابات الأخيرة أمثال تسيبي خوتوبيلي وزيئيب إلكين وغيرهم.

والحقيقة التي لا يجادل فيها أحد في الليكود اليوم هي أن المواقف المعلنة لرئيس الوزراء نتنياهو لا تعبر عن موقف مركز الحزب ولا عن مواقف غالبية أعضائه ، وأن نتنياهو يجد نفسه في موقع لا يحسد عليه ، فهو لم يتغير من ناحية أيديولوجية ولكنه ازداد حنكة وحكمة وقدرة على المناورة والمراوغة ، في حين أن تصريحات قادة حزبه التي ترفض حل الدولتين وتدعو إلى تكريس مفهوم أرض إسرائيل تقلل مساحة هامش المناورة المتروك له وتضعه في موقف حرج مع الادارة الأمريكية المعنية بتحريك المفاوضات لسد الطريق أمام إمكانية ذهاب القيادة الفلسطينية مجددا ً إلى الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة في أيلول القادم .

والحقيقة هي أن زيارات الدبلوماسية الأمريكية للمنطقة لم تعد تستقطب الكثير من الاهتمام هذه الأيام ، بعد أن استنفذت ذاتها وفقدت مصداقيتها وأدار لها الكثيرون ظهورهم . مما يجعل المراقب ينظر بدهشة إلى الاصرار الذي يتمتع به وزير الخارجية جون كيري والوقت الذي يكرسه لأحياء العملية السياسية التي أدخلتها حكومات اسرائيل المتعاقبة إلى الموت السريري نتيجة الاصرار على المضي قُدُما في تنفيذ البرنامج الاستيطاني التوسعي ، والاصرار الذي جاء متأخرا ً جدا ً من قبل القيادة الفلسطينية بعدم العودة إلى مائدة المفاوضات قبل التجميد التام للأنشطة الاستيطانية ، واستغلال الحكومة الأسرائيلية بقيادة نتنياهو هذا الاصرار الفلسطيني للأستمرار في تنفيذ برامجها الاستيطانية والادعاء بأنها مستعدة للجلوس إلى مائدة المفاوضات ” بدون شروط مسبقة ” وتحميل الجانب الفلسطيني مسؤولية عدم حدوث ذلك.

فالادارة الأمريكية تأخذ في الحسبان انعقاد الدورة القادمة للأمم المتحدة في أيلول القادم ، والقلق الدولي المتزايد من تدهور الأوضاع في المنطقة ، واحتمال اندلاع جولات جديدة من العنف في الأراضي الفلسطينية وما قد يكون لذلك من انعكاسات على المنطقة ، وانتقادات لاسرائيل أو عقوبات دولية ضدها ، ولذا فهي تحاول إحياء المفاوضات لمنع حدوث ذلك وتجنيب إدارة أوباما أية إحراجات ممكنة إذا ما حدث ، ولكن القيادة الأسرائيلية تسير على الخط الدقيق الفاصل بين إعطاء الفرصة لاستئناف المفاوضات وبين إفشالها مع تحميل الفلسطينيين مسؤولية ذلك.

ولذا، فإن رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو الذي لا يهمه سوى البقاء في الحكم ، يكرر الحديث عن حل الدولتين ، والتنازلات ” الموجعة ” دون أن يحدد ماذا يقصد بذلك ، ويثير في نفس الوقت مواضيع أخرى لا تمت للجوهر بصلة كالاعتراف بيهودية إسرائيل ، ويركز على مواضيع من شأنها إفشال أية فرصة للتفاوض الجدي كرفض الحديث عن وضع القدس ، والمطالبة بتواجد ” أمني ” طويل الأجل في الضفة الغربية ، واستمرار محاولة إلقاء تبعة فشل جهود استئناف المفاوضات على الجانب الفلسطيني..

والسؤال المطروح أمام القيادة الفلسطينية هو ما إذا كانت سترضخ للضغوط أو الاغراءات أو الابتزاز وتقبل العودة إلى مائدة المفاوضات بذرائع لا تقنع الشعب الفلسطيني ، وتضيع فرصة تحقيق شيء على صعيد الأمم المتحدة في أيلول القادم ، ولتكتشف بعد ذلك أن عليها الانتظار لأيلول آخر ، أم أنها ستصمد أمام تلك الضغوط وتعطي الاهتمام الأكثر للشأن الفلسطيني الداخلي من خلال تبني استراتيجية قائمة على استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام وإضفاء الشرعية على مؤسسات السلطة سواء المجلس التشريعي أو الرئاسة من خلال صناديق الاقتراع ، وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير وتفعيلها باعتبارها الملاذ الأخير للشرعية الفلسطينية إذا ما اضطرت إلى إصدار شهادة وفاة للعملية التفاوضية ونفض اليد منها.

About this publication