What Comes After Assad

<--

ما بعد الأسد: أنا أريد وأنت تريد وأميركا تفعل ما تريد

فخري هاشم السيد رجب

• من يريد الحل السلمي لا يرسل السلاح والمال ويدفع بالمرتزقة لقتل الشعب السوري، فسوريا آخر الدول المقاومة لاسرائيل.

حقا ماذا تريد الولايات المتحدة من دمار العالم العربي وتمزق بين شعوبها والتفرقة واشاعة الطائفية وتسهيل قتل الابرياء وزرع الفتن؟ ما كنا لنصدق ما يحدث للشرق الاوسط لولا حديث كونداليسا رايس عن الفوضى الخلاقة والشرق الاوسط الجديد عام 2005، فأميركا لا تعبث بالكلام والدليل اعتراف وزيرة الخارجية بانهم زرعوا القاعدة في افغانستان وحصدوا النتائج الان.

عندما نرجع للخلف، فإن المشكلة الاساسية للعالم بأكمله، من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب، هي انشاء ما يسمى دولة اسرائيل، دولة الارهاب بامتياز مع مرتبة الشرف، وضعها الغرب لتكون شوكة لتقدم الدول العربية وشرطياً للمنطقة، فلا تستطيع دولة ان تتنفس الا عن طريق العدو الصهيوني، عدو كل الامم، ولكن من يستطع ان يعادي اسرائيل فإنه يعادي السامية.

بدأ اول مخططات الغرب بخلق الحرب العراقية الايرانية، عن طريق عميلها الاول صدام حسين، الذي دمر العالم العربي، وافقده اعز ما لديه من هيبة وكرامة، حرب دامت ثماني سنوات، انهكت الطرفين وقتلت مئات الالاف، وتلاها باحتلال الكويت، وحرب ابادة للمسلمين في البوسنة والهرسك، فماذا فعلت الجامعة العربية؟ فقط تنديد بتنديد، واحتلال العراق سنة 2003، والى الان العراق لديه ازمة كهرباء، وهو بلد الطاقة ورجع للخلف عشرات السنين، وليبيا مدمرة وفوضى وانتشار للاسلحة والمسلحين، وبكل فخر يرسلون مقاتلين عربا لنصرة اهل ليبيا، وماذا استفاد الليبيون؟! فالنفط هو الدية الشرعية وهدية فرنسا لوقوفها وحبها للشعب الليبي.

ومن بعدها امتدت الازمة لتشمل سوريا، اخر القلاع المحصنة، لم تطرق دمشق بابا من ابواب العرب التالفة الا ووجدته مغلقا امام اي تسوية ومبادرة لحل الازمة سلميا، كأن الازمة ليست ازمة دولة عربية، ولكن اصبحت دمشق عائقا لغالبية الدول العربية مع شديد الاسف.

من يريد الحل السلمي لا يرسل السلاح والمبالغ الطائلة ويسلح ويدفع بالمرتزقة لقتل شعب كامل، وحجته القضاء على النظام السوري، وما نشاهده الان هو القضاء نهائياً على الجمهورية العربية السورية، جيشا وشعبا.

نشاهد مذابح الجيش الحر ونحر ابرياء، فهل هذه الحكومة التي نريدها؟

بعض الايادي العربية ملطخة بدماء الابرياء لتعنتها وخيانتها وتآمرها، فهل هذه علامات الساعة؟!

About this publication