Devilishness of the Islamists and US Policies

<--

شيطنة الإسلاميين وربطهم بالمشروع الأمريكي!

تاريخ النشر :٩ يوليو ٢٠١٣

إبراهيم الشيخ

محاولة ربط المشروع الإسلامي بأمريكا، وبأنّها تدعمه بقوّة لإسقاط الأنظمة الشرعية وغير الشرعية في عالمنا الإسلامي والعربي، أمر يثير السخرية.

المتعلّم وغير المتعلّم يعلم أنّ السياسة الأمريكية لم يكن لها حليف مستمر طوال تاريخها -عدا الكيان الصهيوني طبعا-، حيث لها إله واحد تعبده فقط لا غير، وهو مصالحها!

البعض يتورّط في سرد تهم لا يوجد ما يدعمها على أرض الواقع، وكل الأدلة الموجودة هي وصول الإسلاميين إلى الحكم بعد ثورات الربيع العربي!

أن نربط بين وصول الإسلاميين إلى الحكم وبين رضا أمريكا عليهم، أو الاستشهاد بلقاءات وزيارات على أنّها دعم أمريكي معلن، فهذا أمر غير منطقي أبدا!

إذ فائدة ما يعلن من زيارات وتصريحات فاضية، والجميع يعلم أنّ أمريكا لا يمكن لها أن تترك ربيبتها الصهيونية في محيط حكومات إسلامية محافظة!

دولنا ما زالت تحتفظ بعلاقاتها مع أمريكا، بل وتحتفظ بقواعد لها في ديارنا، وها هو سفيرها في البحرين يعيث في الأرض الخراب، هل بإمكاننا أن نعلن أن الحكومة في البحرين متورّطة مع الأمريكان في خيانة الشعب؟!

دولنا ولعشرات السنين التي حكم فيها الاستبداد مصر وليبيا وتونس واليمن، وحتى يومنا هذا في دولنا الخليجية مثلا، ما زالت تقنع أمريكا أنّ الديمقراطية في منطقتنا لها خصوصية معيّنة، وعلى أمريكا أن تقتنع بها وإلاّ فالطوفان الذي سيقتلع تلك المصالح والمنافع والأساطيل!

دولنا ما زالت ترتبط مع أمريكا بعقود وصفقات مليارية للأسلحة والطائرات، لماذا لا نتبجّح ونتهم دولنا بأنّها عميلة لأمريكا؟!

الحركات الإسلامية التي وصلت إلى السلطة لم تصل بيد أمريكا، وإنّما وصلت لأنّ الشعوب أرادت ذلك، حتى لو كان أداؤها سيّئاً وغير مرضٍ لعوالم من الناس!

أمريكا وطوال تاريخها، نجحت في توظيف دول المنطقة وقادتها كما كان يقول أحد الرؤساء الأمريكان «فرانكلين روزفلت»، الذي أجاب عن سؤال سبب دعم أمريكا لأحد قادة الأنظمة الدكتاتورية بقوله: ربّما هو وغد.. لكنّه وغدُنا!!

بعد وصول الإسلاميين إلى السلطة في مصر، ألم يُعلن من على منصّة مجلس الشيوخ الأمريكي أن الولايات المتحدة الأمريكية على وشك هزيمة تاريخية سوف تعكس مصالحها في مصر؟ ألم يعلنوا صراحة عن ضرورة دعم الأصوات الليبرالية هناك للحفاظ على الأهداف الديمقراطية لثورة يناير من منظورهم هم؟! ثمّ ألم يتعهّدوا في نفس الموقع بأنّهم سيعملون جاهدين للتأكّد من أنّ تلك الانتكاسة التي تتمثّل في بقاء الإسلاميين هناك لا يمكن أن تستمر؟!

أمريكا لا يهمها أن يصل الإسلاميون أو غيرهم إلى الحكم، ولكنّهم لن يتردّدوا في قطف الثمر، ولن يتردّدوا في ركل جميع الأنظمة التي كانوا يتحالفون معها إذا شعروا أنّها مهدّدة أو على وشك السقوط، كما لن يتردّدوا في تهديد أو إسقاط أي نظام يعرّض مصالحهم للخطر.

البعض يحاول عبثاً الربط بين أمريكا وبين الإسلاميين، بينما ما نشاهده هو دعم أمريكا للحركات الشيعية المتطرفة والموالية لإيران في العراق، وتواطؤها مع نظام عالمي حقير ضد سوريا، وتورّطها في عدم استقرار مصر، وهو ما فضحه البرادعي في مقابلة له مع صحيفة نيويورك تايمز يوم الخميس الماضي حيث قال: عملنا بمشقّة لإقناع الغرب بضرورة الإطاحة بمرسي!

ليس ذلك فحسب، فأمريكا اليوم بدأت تبيع حلفاءها في الخليج، حيث العلاقة الرومانسية مع دولنا في جهة، وما يحدث على الأرض هو الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها ولا تغييبها!

برودكاست: مشكلة البعض أنّه وبسبب بغضه للإسلاميين بدأ يتلبّس قول الإمام الشافعي:

وعين الرضا عن كل عيب كليلة

ولكن عين السخط تبدي المساويا

وهذا ليس من الإنصاف ولا من الحكمة.

محاولة شيطنة الإسلاميين التي يحاول البعض جاهداً تثبيتها على الأرض، محاولاً ربطهم بإيران تارة، وبالعنف تارة أخرى، وبأمريكا في محاولة أخرى، هي كلّها تهم تتورّط فيها أنظمتنا العربية والإسلامية منذ عقود، ولكن لم نسمع كل هذا الضجيج المفتعل!

About this publication