Rebellion Against the United States

<--

«تمرّد» إلى الولايات المتحدة!

د.رغداء مارديني

الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لا ينفك يطالعنا باستمرار، وهو يتحدث مدافعاً عن المثل العليا للديمقراطية والمساواة، وأن الولايات المتحدة هي أرض الحرية وأرض الفرص..

وتالياً، على العالم كلّه أن يجعل من هذه الديمقراطية الأمريكية أمثولته الكبرى وحلمه المستقبلي، مع ما يرافقها من سياسة تصوغها أقبية اللوبي الصهيوني، التي أعطت خيوط الشدّ فيها والمناورة للمنفّذ الحرفي الذي عليه تقع مسؤولية «منارة الأمل»، كما وصفها الرئيس أوباما، في الوقت الذي قتلت فيه آمال الشعوب ودمّرت حياتهم..

فماذا فعلت صاحبة أرض الحرية والفرص؟!!

أظهرت أغلب استطلاعات الرأي، أن الولايات المتحدة هي الأعلى سجناً لمواطنيها في العالم، وهي أرض الفقر الشامل والبطالة الجماعية، وهي تشعل اليوم شمعة أسوأ ركود اقتصادي منذ أيام الكساد العالمي الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي، كما يؤكد موقع «وورلد سوشوليست» الأمريكي.

وأمريكا اليوم، كما يقول المحلّلون السياسيون، مهدّدة بأن تأكل نفسها، ليس من خارج الدولة، وإنما من داخل الدولة نفسها، وهذا يرجع في رأيهم إلى ربط أميركا مصير الديمقراطية بالنمو الهائل لقوة الأجهزة العسكرية والاستخباراتية التي تعمل وفق قوانين بوليسية خاصة بها، بما فيها برامج المراقبة والتجسس على الشعب الأمريكي، والعالم برمّته، ويبرز ذلك ويكشفه كل مَنْ كان يعمل في دهاليز سياساتها ومخططاتها السرّية.

فهل يعني هذا أننا سنشهد حركة «تمرّد» تمتد عدواها إلى الولايات المتحدة لإنقاذ الشعب الأمريكي وشعوب العالم من قبضة برامج معلوماتية عسكرية تدميرية أُعدت خصيصاً لمن سمّت نفسها«رباً وصيّاً على ديمقراطيات العالم»، فصارت تبيع فيه وتشتري على أثير هوائها سموماً للعالم أجمع، بحجة نشر «أزاهير ديمقراطيتها»، من أجل مصلحتها العليا أولاً، ومن أجل أمن ربيبتها «إسرائيل» ثانياً.

بين الصانع والمصنوع يبدو أن «تمرّد» بدأت مرحلة العد العكسي لتعيد اليد إلى النحور.. إلى مَنْ صنع لـ«الأخونة» قنديلاً وفتيلاً يعيث فساداً تكفيرياً عقائدياً يمتد بساطوره ووحشية قتله، إلى الفتك بالنسيج الاجتماعي، والجسدي، والنفسي، وبلغة لم تعد تُعرف منذ أيام «التتار».. وما أدلّ على ذلك مما وصفه أحد المذيعين الأمريكيين باكياً على إحدى المحطات عندما عرض لقطةً تظهر أكل لحوم البشر في سورية قائلاً: انظروا ماذا يحدث في سورية، سأريكم مشهداً لا مثيل له، انظروا رئيسنا أوباما مَنْ يؤيد!!

أوباما الذي صار يختلي بنفسه، ويجلس وحيداً فترات طويلة حسب الـ «واشنطن بوست»، وهو المدافع العالمي عن مصالح الصهيونية والشركات الكبرى الضاربة عُرض الحائط بكل مصالح الطبقات العاملة، والداعم الأكبر لتسليح المجموعات المسلحة في سورية حتى لو تعرّض لعشرات المساءلات، بات يعرف تماماً أن اقتلاع عبيده «الإخوان» صفعةٌ لكل المرتزقة في المنطقة، تسري كالنار في الهشيم، من مصر إلى تونس.. إلى ليبيا.. إلى تركيا، .. وستضع أوزارها بالتأكيد عند جميع مَنْ طبخ السمّ، وأراد شراً بالمنطقة عامة، وبسورية خاصة!.

About this publication