America Supports Some Parties over Others To Ignite Civil War

<--

لماذا (واشنطن) تدعم أحزابا ضد أخرى في الدول العربية؟ هذا السؤال طرحه عليّ أحد القراء بعد كتابة عمود «مسافات» يوم الخميس الماضي.. وهو سؤال وجيه يمكن الإجابة عنه من خلال مسار (السياسة الأمريكية) في الآونة الأخيرة، حيث لم تعد (واشنطن) تفضل التورط الأمريكي العسكري المباشر في بؤر التوتر في العالم، وفي الوطن العربي بالتحديد، وتجربتها السابقة في أفغانستان والعراق كشفت عن خسائر بشرية كبيرة في أرواح الجنود الأمريكان هناك، الأمر الذي دفع إدارة الرئيس «باراك أوباما» إلى تقليص وجودها العسكري في أفغانستان، والانسحاب العسكري من العراق مع إبقاء (قوة محدودة) لتدريب الجيش العراقي.

إذن البديل أمام (واشنطن) هو الاعتماد على أحزاب موالية لها في الدول التي تشهد توترات سياسية مثل مصر واليمن والبحرين، وتستخدمها في تنفيذ أجندتها السياسية داخل هذه الدول.. ولكن الأمر أعمق من ذلك إذا عرفنا حقيقة (خريطة الطريق) التي تعتمدها (واشنطن) في المنطقة.. وهي الوصول إلى حالة احتراب بين الفصائل السياسية داخل كل دولة، بل يمكن القول بأنها ترغب في اندلاع (حرب أهلية) في مصر وفي البحرين وفي اليمن وإذكاء روح الفتنة الطائفية في السعودية والكويت، والعبث بالأمن القومي الداخلي لدولة الإمارات العربية المتحدة.

إذن الهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة العربية هو دفعها نحو أتون حروب أهلية داخلية – هي تسعى لذلك في مصر من خلال تشجيع (الإخوان المسلمين) للصدام مع قوى المعارضة الأخرى، بل افتعلت التأييد للرئيس المخلوع (محمد مرسي) لكي تقوي شوكة الإخوان المسلمين ضد خصومهم.. وتفعل الشيء نفسه في البحرين حيث تدعم بشكل مكشوف وسافر جمعية (الوفاق) الطائفية التي تعتمد فكر ومنهجية (ولاية الفقيه) الإيرانية، وتتعمد (واشنطن) إظهار ذلك بشكل استفزازي ضد (الجمعيات السياسية) الأخرى التي تختلف مع (الوفاق)، لكي تدفع الطرفين إلى حافة الهاوية والدخول في (حرب أهلية) على الطريقة العراقية!.. والآن تتحقق لواشنطن فرصتها الذهبية في سوريا بعد تورط جماعة جيش النصرة (القاعدة) في اغتيال قائد عسكري ميداني للجيش الحر.. وهذا ما تريده (واشنطن) أن يصبح القتال بين فصائل المعارضة السورية ضد بعضهم البعض، لكي تصبح هي التي لها اليد الطولى في رسم خريطة سوريا المستقبل.

باختصار شديد.. حتى الأحزاب التي تدعمها (واشنطن) حالياً يمكن أن تنقلب عليها في أية لحظة.. لأن الهدف إشعال حروب أهلية داخلية وليس حباً في سواد العيون العربية!

About this publication