هذه الزيارة العجيبة التى قلبت الموازين، وتحاول أن تخلق رأيًا عامًا.. هى زيارة مرفوضة لأنها مزيفة ومختلقة ومريبة هى والتصريحات التى تخلفت عنها التى كانت استفزازية هى الزيارة التى رفضها شباب حركة تمرد، ورفض المشاركة فيها، وأنا أشيد بهم وبدورهم الوطنى الواضح.. الزيارة التى قام بها السيناتور جون ماكين والسيناتور ليندسى جراهام هى زيارة مرفوضة بكل المقاييس فقد قلبا الحقيقة وحاولا إيهام الناس أن ما حدث فى يوم 30 يونيو 2013 هو انقلاب.. والعالم كله يشهد بأنها ثورة شعبية شامخة شاملة تضم أكثر من ثلاثين مليون مصرى، فى سابقة تاريخية لم يشهدها العالم كله من قبل على مدى الأزمان.. ثورة 30 يونيو لم تكن انقلابًا بأى حال من الأحوال بل هى ثورة شعب رفض الذل والمهانة وإملاءات الغرب، وكل أساليب التبعية والسير على خطى مؤامرة تنفذها أمريكا بناء على أجندة إسرائيلية صهيونية.. الإصرار على تغيير الحقائق ولى الواقع أمر لا يجوز أن نقبله، فهو يدخلنا فى واقع آخر هو التدخل الأجنبى فى شؤوننا المصرية، وهو ما لا يمكن أن يكون فى وقت ثار فيه الشعب ثورة شاملة كاملة ليس فيها ما يشتبه فى توصيفها إلا إذا كان الأمر يقع فى التجاوزات، ماكين زور الحقيقة وكلامه أكاذيب.. ورسم حقير لواقع لا يحتمل الشك – أى شك من أى نوع – هذه حقيقة كالشمس، والمتآمرون لا يقبلون ذلك.. ولهم أهدافهم الدنيئة.. لسنا هنا فى ساحة شجار حول متاهات سياسية.. لكننا فى سجال حول دولة المفترض أنها عظمى.. كيف تقبل هذا التزييف.. وإذ بنا نتلقى هذا الكلام، تأتى أقاويل أخرى من الكونجرس الأمريكى تشير إلى أن هذه التصريحات لا تمثل إلا شخصيات من يتكلم وكل يتحمل مسؤولية كلامه.. ولكن هذه السذاجة تسحبنا إلى ريبة وإلى عدم مصداقية.. لقد تناثرت الأقاويل هنا وهناك.. ولكن حديث الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى صحيفة الواشنطن بوست.. كان هو الرد الحاسم، سواء لما قيل من قبل أو لما يمكن أن نسمعه.. لقد انتقد الرجل بشجاعة الموقف الأمريكى – انتقده فى عقر دارهم – وفى صحافتهم بدون مواربة وبدون خوف وبدون تردد وهو فى هذا الحديث الهام الحازم إنما لا يعبر عن رأيه فقط بل هو يتحدث باسم المواطن المصرى هو يتكلم من خلال شخصية مصر، وهو يعبر عن كرامة مصر وعن إرادتها وعن مستقبلها، فقد أكد أن مصر ثارت على التبعية وبدأت عصر الندية.
وأكد السيسى أن ما حدث فى مصر هو تمرد شعبى وثورة حقيقية ضد حاكم لا يتصف بالعدل.. وأن تدخل القوات المسلحة كان ضروريًا حتى لا تتعرض مصر إلى حرب أهلية.. ولكنه أكد أيضًا أن أمريكا تجاهلت إرادة الشعب ولم تعرف الطريقة المناسبة للتعامل مع الجيش.. وكان الفعل الحقيقى لهذا الحوار الذى لخص كرامة مصر وتاريخها وحقيقة الحاضر الذى نعيشه – أن وصفت الصحيفة الفريق أول عبدالفتاح السيسى بأنه الرجل الأقوى فى مصر.. فقد رسم عمق الخريطة المصرية بدون مزايدة أو نقصان.. ولكن ما يحدث اليوم فى القاهرة غريب ومريب وغامض.. هناك علامات استفهام كثيرة حول الأمر، لأن تغيير المفاهيم والأعراف ليس من صفة الكبار، ولا يمكن أن تكون مصادفة أن تحدث هذه البلبلة.. وما وراءها من تضارب فى الآراء سواء من رجال الكونجرس أو من المبعوثين إلى القاهرة.. اللقاء فاتر وكان بارداً فى عز الصيف وسخيفاً.
والمؤتمر الصحفى بالسفارة الأمريكية كاذب وبلا فاعلية وكل ما فيه مراوغة واستفزاز.. لقد عاشوا الأكاذيب وصدقوها.. ولن نقبلهم ولن يكون لنا بعد مثل هذه المهاترات.. لقد أفاق الشعب المصرى ولم يعد يقبل إلا ما يرضى تاريخه وكرامته.. هذه الزيارة مريبة وحقيرة وهذه التصريحات مرفوضة مرفوضة مرفوضة!!
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.