Why Does Washington Want To Appoint Ford as Ambassador to Cairo?

<--

لماذا تريد واشنطن تعيين فورد سفيراً لها في القاهرة ؟!

شؤون سياسية

الإثنين 12-8-2013

دينا الحمد

منذ اللحظة الاولى التي سربت فيها الخارجية الاميركية الأخبار عن نيتها تعيين روبرت فورد في منصب السفير الأميركي في القاهرة خلفاً للسفيرة آن باترسون ظهرت ردة فعل غاضبة في الشارع المصري ضد هذا التعيين،

و أطلق النشطاء السياسيون المصريون و القوى الفاعلة على الارض حملة كبيرة تستنكر هذا الامر على خلفية الدور الفتنوي الذي لعبه السفير المذكور في أكثر من ساحة عربية، أبرزها سورية و العراق .‏

فقد اعتبره الكثيرون المهندس الأهم الذي يخطط لكل المشكلات التي تحدث اليوم في الوطن العربي والانقسام الحاصل في المجتمعات العربية، و كذلك الخلافات بين الدول العربية، و تاريخه غير المشرف مع العديد من الأزمات جعلهم يستنكرون محاولات تعيينه في مصر اليوم لإثارة المزيد من الفوضى الخلاقة والفتنة التي بدأت تطل برؤوسها فوق السماء المصرية، و تنذر بمستقبل مظلم يهدد الأمن الوطني المصري .‏

و لتسليط الضوء على دور هذا السفير في أزمات المنطقة و تأجيجها لا بد من معرفة تاريخه، والمحطات المفصلية التي عمل فيها، فمن هو فورد ؟‏

اسمه روبرت ستيفان فورد مواليد عام 1958 حصل على درجة الماجستير في الآداب عام 1983 من جامعة جونز هوبكينز، و قضى السنوات الخمس عشرة التالية متنقلاً بين دول عدة في كل من أزمير (تركيا ) حيث شهدت الفترة التي عمل فيها صعود وتائر العلاقات التركية – الاميركية، ثم في القاهرة وفيها ساهم في القيام بالمزيد من عمليات التنسيق بين الدبلوماسية الاميركية و مصر و إسرائيل، وفي الجزائر لعب دوراً مهماً لجهة مساعي إبعاد الجزائر عن النفوذ الفرنسي اضافة الى اقناع الجزائر لجهة الانخراط في مشروع الحرب ضد الارهاب و تعزيز العلاقات النفطية الجزائرية – الاميركية، أما في الكاميرون فقد كان له الدور الرئيسي في تعزيز مساعي إبعاد النفوذ الفرنسي عن منطقة وسط افريقيا، اضافة الى الإسهام في ادارة صراع اقليم دارفور السوداني، و ملف الصراع في منطقة جنوب شرق نيجيريا الغنية بالنفط .‏

ثم عاد مرة اخرى الى الجزائر العاصمة بين 1994 و 1997 في ظل أحداث العنف و الإرهاب التي شهدتها البلاد عقب إلغاء انتخابات 1992 و من عام 2001 و حتى 2004 تولى منصب نائب رئيس البعثة الاميركية في البحرين، و أثناء وجوده هناك تم انتدابه من وزارة الخارجية الأميركية إلى العراق مباشرة بعد احتلال الولايات المتحدة لها، و استمر ببغداد حتى عام 2006 و في تلك الفترة سيطرت السفارة الاميركية بشكل كامل على الشؤون السياسية العراقية، و تزايد نطاق و شدة العمليات السرية الاميركية في العراق، و على وجه الخصوص انتشار انشطة الشركات الامنية القاتلة، و تزايدت الاحتقانات الطائفية بين الساسة العراقيين، و أيضاً بين الجماعات الاثنية العراقية، كما تزايدت ظهور التقارير السياسية و الإعلامية الساعية لبناء حملة الذرائع ضد سورية بزعم تدخلها في الشأن العراقي.‏

و في 2010 تمّ تعيين فورد سفيراً للولايات المتحدة في سورية عقب بضعة ايام من اندلاع الاحتجاجات في تونس ليكون أول سفير أمريكي في سورية منذ أن استدعت واشنطن سلفه في شباط 2005 و غادر منصبه هناك بعد مؤتمر جنيف، و من أبرز خطواته في سورية قيامه بالخروج عن الاعراف الدبلوماسية عدة مرات عبر تدخله المباشر في الشؤون الداخلية لسورية، و التحريض منذ الايام الاولى للأزمة بغية تصعيد الاوضاع و منع الأمور من العودة الى وضعها الطبيعي .‏

و اليوم تحاول الخارجية الأميركية إعادة السيرة ذاتها التي كانت سوداء أثناء وجوده كسفير في سورية و العراق و تطبيقها في مصر، و رغم استبعاد بعض المحللين و مراكز الدراسات و البحوث الإصرار على تعيين فورد في القاهرة إلا أن تسريبات الخارجية تؤكد ذهاب إدارة أوباما إلى تبني هذا الخيار لتحقيق أكثر من هدف في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر .‏

و أول هذه الأهداف برأي بعض الخبراء دفع مصر نحو مزيد من الفوضى الخلاقة و الحرب الاهلية لتضعف و يسهل السيطرة الكاملة على قرارها السياسي، و لم تجد ادارة اوباما افضل من فورد لتحقيق هذه المهمة القذرة، لأنه يحترف تفاصيلها و يعرف كيف تجري دقائقها .‏

فهو الذي مارس في الجزائر أنشطة غير اخلاقية و قام بأعمال تخرج عن قواعد العلاقات الدبلوماسية و تدخل في كل شيء، و في مصر كان له الدور الابرز في الفتنة بين الأقباط و المسلمين، وفي العراق أدخل شركات المرتزقة و ما يسمى بالشركات الأمنية لتحقيق الفتنة، و إحداث التفجيرات، وفي سورية تدخل بشكل سافر في الازمة، و ساهم في تصعيد الاوضاع حتى بلغت ما بلغت اليه في تدمير الدولة و مؤسساتها .‏

و قد أطلقت عليه جامعة جورج تاون اسم « رجل المهمات الخفية » و لا ننسى هنا أن نشير إلى أن فورد كان قبل كل ذلك ضابطاً في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ( سي أي ايه ) ثم انتدب الى الخارجية و تخصص بالشؤون العربية، قبل أن يحشر انفه في أدق التفاصيل العربية؛ ليخرب العلاقات بين مكونات الشعب العربي ( و العراق أنموذجاً ) فهل ندرك لماذا تريد واشنطن تعيينه سفيراً في مصر؟!.‏

About this publication