Our Security … and Washington's Responsibility!

<--

ليس في تقديم اي دعم أمني أميركي للعراق، منّة من واشنطن، بل هو واجب عليها أداؤه حيال هذا البلد. مسؤولوهم يكررون دائما ان أمن العراق جزء من الأمن الأميركي . بين البلدين اتفاقية للتعاون الامني. الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الابن كان كثيرا ما يكرر في خطاباته مبررا احتلال العراق بأن العراق بات خط الدفاع الاول ضد الارهاب. كان يكرر ايضا القول :” لقد نجحنا في نقل الحرب الى أرض العدو فباتت أراضينا في مأمن “. في بداية دخول القوات الاميركية العراق عام 2003 ظهرت تحليلات تستند الى معلومات ” مسربة” حسب اصحابها، تتحدث عن ان هدف اميركا هو إفساح المجال أمام مقاتلي القاعدة للقدوم الى العراق من جميع دول المنطقة ليتم القضاء عليهم هنا حيث توجد القوات الأميركية المجهزة بأحدث معدات القتال والمراقبة.

كانت هناك مؤشرات تدعم هذا التحليل منها تعمّد القوات الاميركية ترك الحدود العراقية مفتوحة يدخلها من يشاء، فكانت طرقا آمنة لمجموعات كبيرة من أفراد القاعدة تأتي من العديد من الدول العربية وغير العربية لينضموا الى أفراد الاجهزة الامنية السابقة بعدما انتقل أغلبهم الى العمل المسلح مدعومين من دول إقليمية وسياسيين محليين. شكلوا منظمات “جهادية ” فباتوا رجلا في العملية السياسية واخرى مع الارهابيين. وما يدعم التحليل السابق ان وزارة الدفاع العراق كانت مسيرة آنذاك من قبل مستشار أميركي يجاور مكتبه، مكتب الوزير، وهو الذي يشرف على جميع عمليات الوزارة، يرفض ويوافق على أي شأن هناك.

أتذكر ان الملحقية العسكرية العراقية في واشنطن حصلت عام 2006على عرض من شركة متخصصة في الصناعات العسكرية لشراء أجهزة مراقبة حدودية متطورة كفيلة بضبط الحدود عبر مركز مراقبة ينشأ في بغداد. أرسلت الملحقية العرض الى وزارة الدفاع في بغداد متوقعة أن تأتي الاجابة السريعة بالايجاب لكن ذلك لم يحدث. كرروا ارسال العرض الى الوزارة مع التأكيد على جدوى هذه المنظومة في مراقبة الحدود وضبطها، إلا ان الأمر تعرض للاهمال أيضا ليأتي جواب لاحقا بأن الموافقة لم تحصل على هذا الامر. حينها نقل لي الضابط العراقي المسؤول هناك شكوكه وإحباطه مما يجري وعندما انتهت مهمته لم يعد الى العراق بل طلب اللجوء وبقي في اميركا.

السؤال اليوم هو : هل قضى الاميركيون على القاعدة وإرهابييها قبل ان ينسحبوا من العراق؟ هي مهمتهم التي لم ينهوها. لكن الانسحاب العسكري لم يعن الانسحاب الكلي من العراق بل لا يزال العمل الامني الاستخباري والدبلوماسي موجودا، وهناك اليوم قوة عسكرية عراقية بمستوى مقبول وبالتالي من حق العراق على الجانب الاميركي ان يكثف من دعمه الامني الاستخباري للجانب العراقي ليكمل المهمة التي لم تنهها القوات الاميركية بعدما خرجت تاركة لنا قاعدة إرهابية تنشط كلما ساعدتها ظروف الاضطراب السياسي الداخلي .

المعلومات تقول ان الجانب الاميركي وضع شروطا ومطاليب على الجانب العراقي لقاء الاستجابة لمطلب التعاون الامني لمواجهة الارهاب. الموضوع لا يحتمل أية مطاليب. الارهاب دخل العراق وتوسع فيه، على مرأى ومسمع من الجانب الاميركي، وإذا كانت القاعدة عدوا حقيقيا لواشنطن فان الدعم الاستخباري للعراق في حربه ضد الارهاب سيصب في صلب المصلحة الاميركية.

About this publication