Varying US Positions toward Egypt

<--

واهم من يصدق أن الولايات المتحدة الأمريكية فى القضايا العربية منحازة لقيم الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات ، بل هى تأخذ من هذه العناوين والشعارات ذريعة لتمرير سياسات ومصالح قومية .

وفيما يتعلق بالشأن المصرى فالتأرجح فى المواقف المتتابعة يجعل المواطن العربى فى حيرة حول السياسة الأمريكية المستقبلية حيال القضية المصرية ، فتارة تجد تصريح على لسان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ” إننا لا نستطيع الافتراض بأننا سنقوم بإملاء مسار التغيير في دولة مثل مصر ” ، ومرة أخرى ” يتم التأكيد على الحرص الأمريكي على دعم مصر عسكريًا من جانب، و يؤكد على دور الجيش المصري في حماية الأمن والاستقرار من جانب آخر ” وثالثة : ” إن الجيش المصري يستعيد الديمقراطية ، و يعتبر استجابة لمطلب “الملايين من المصريين ” ، وأخرى ” أن واشنطن تدرس قطع المعونات العسكرية لمصر ووقف المناورات العسكرية بين الطرفين الأمر الذى يوحى بعدم رضا واشنطن عن سياسة الجيش فى التعامل مع الأزمة واستقلاليته فى القرار ، وفى نفس الوقت تطرح مبادرات بتحرير مرسى والاعداد لانتخابات عامة للرئاسة بمشاركة الكل السياسى بمصر ” .

أعتقد أن هناك ضبابية مقصودة ومدروسة من الجانب الأمريكى تهدف لاستثمار الأزمة فى مصر لأبعد مدى ، والوصول لحالة سياسية تتوافق معها ، لما تمثل مصر من تأثير على كل الوطن العربى ، فمصر ثلث العرب سكاناً ، وقلبه مكاناً ، وأعمقه تأثيراً ، وأعرقه حضارة ، وإذا ما انشغلت مصر بشأنها غاب رأس العرب وإمكاناته وثقله السياسى ، الأمر الذى سيُغيَب كل القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التى تعتبر مصر تاريخياً حامية لها .

أعتقد ضمن الرؤية الأمريكية فى المنطقة أن الأولى من قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات هو الحفاظ على مصالحها الحيوية ، وحماية أمن اسرائيل كحليف استراتيجى من الجانب الآخر ، وفى الشأن المصرى ” استمرار معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ، واستمرار التعاون الأمني والعسكري المشترك ، والتوافق على أعقد الملفات المثارة فى المنطقة وعلى رأسها الملف السوري والإيرانى ” .

ومن منطلق الانتماء لمصر أتمنى أن تكون الأسابيع الماضية سحابة صيف تزول بوحدة واستقرار واصلاح حال ، فمصر بكل المعايير قبانة الميزان لكل المنطقة ، وأنتهى بالقول وبلا مبالغة ” إذا صلحت مصر صلح الوطن العربى ، وإذا انهارت مصر انهار الوطن العربى ” مع الدعاء لحمايتها من السياسات الخارجية والتدخلات الأجنبية والضغوطات الأمريكية ، والتمنى باستعادة القوة والعافية لها ، لتبقى الخندق المتقدم للدفاع عن كل قضايانا العربية .