America: The Source of Chaos and Destruction around the World

<--

امريكا مصدر الفوضى و الدمار في العالم

بقلم: احمد كاظم – 23-08-2013 | (صوت العراق) | نسخة سهلة الطبع

 تدخّل أمريكا في العالم و انفرادها في إدارة شؤونه اصبح مصدرا لعدم الاستقرار و الفوضى بكل اشكالها. أينما ذهبت أمريكا يحل الخراب و الدمار و هذا لا يقتصر على تدخلها العسكري و إنما يصاحب تدخلها السياسي و الاقتصادي أيضا. أمريكا ليست لديها حكومة واحدة و تتصارع فيها القوى في أربعة محاور. فهناك البيت الأبيض و وزارة الدفاع و وزارة الخارجية و المنظمات الضاغطة و منها اليهودية التي تمثل مصالح سياسية و دينية و اقتصادية و التي لها تأثيرها علي المحاور الأخرى.  الصراع بين هذه القوى ينعكس على أداء الإدارة الأمريكية في داخل أمريكا و على سياستها الخارجية. من أهم أسباب هذا الصراع هو تباين مصالح هذه القوى أو من تمثلهم و التكاليف الباهظة للانتخابات على كافة مستوياتها وخاصة منصب رئاسة الجمهورية. يتبارى المرشحون في الانتخابات على إرضاء الجهات المانحة المتمثلة بالشركات و المؤسسات المالية و الكنيسة و المنظمات الضاغطة و على رأسها اليهودية وفي حال فوزهم عليهم مكافئتها بتامين مصالحها و غالبا ما تكون هذه المصالح متضاربة مع بعضها البعض. في خضم هذا الصراع تضيع مصالح غالبية الشعب الأمريكي و خاصة الطبقة الفقيرة و الأقليات العرقية.  كثير من الناس يعتقدون بان أمريكا خالية من الفقر في الوقت الذي يعيش فيها 50 مليون أمريكي على وجبات طعام تقدمها الجمعيات الخيرية و بطاقات الطعام الحكومية و 70 مليون ليس لديهم تامين صحي.  اعتماد أمريكا علي قوتها العسكرية في تامين مصالحها في العالم افقدها الرؤية الواضحة لمعالجة المشاكل الناتجة عن تدخلها في شؤون الآخرين. أمريكا لا تفتقر إلى دراسات و بحوث لمشاكلها الداخلية و الخارجية و إنما على العكس فان كثرة هذه البحوث و الدراسات تعقد الأمور لثلاثة أسباب. الأول هو اعتماد البحوث و الدراسات على فرضيات نظرية يراد إثباتها أصلا و الثاني أن الجهات المتصارعة في الإدارة الأمريكية و المنظمات الضاغطة هي التي تقوم بهذه البحوث و الدراسات أو تمولها لإثبات و جهة نظرها و الثالث الاعتماد على القوة العسكرية أو التهديد باستعمالها لتنفيذها و إثبات صحة نتائجها.  الحرب على العراق و احتلاله اعتمدت على فرضية وجود أسلحة دمار شامل ثم زيفت أدلة لإثبات ذلك ثم أجهضت عمليات التفتيش عنها و انتهى الأمر باحتلال العراق. أما الأسباب الحقيقية لاحتلال العراق فهي السيطرة على منابع النفط و تهديد ايران و فرض حلا للقضية الفلسطينية يرضي إسرائيل و تجربة أسلحة جديدة لإنعاش صناعة السلاح. تجّرب امريكا الاسلحة الجديدة على مدن بساكنيها بدلا من دمى لإثبات فعاليتها كما فعلت بضرب اليابان بالقنابل الذرية و المادة السامة المسحوق البرتقالي في فيتنام الذي قتل البشر و الحيوان و الشجر.  هذه الأهداف تحقق مطالب البيت الأبيض و وزارة الدفاع و الخارجية و القوى الضاغطة اليهودية و اليمين المسيحي الذي هو كالسلفي الاسلامي. ما حدث بعد الاحتلال يعكس بصورة واضحة عدم وجود خطة و رؤية مسبقة لإدارة العراق و بدلا عن ذلك الاعتماد على قاعدة التجربة و الخطأ و قد اعترف بوش و بطانته بأخطائهم بعد فوات الاوان. ساهمت القوات الأمريكية في إشاعة الفوضى و النهب و السلب و تدمير الممتلكات الحكومية و غير الحكومية. عندما سال الاعلاميون وزير الدفاع انذاك عن ذلك كان جوابه انهم يحتفلون بتحررهم.  الفوضى في افغانستان و العراق تكررت في تونس و مصر و ليبيا و سورية و مصير هذه الدول ما زال مجهولا من ناحية الاستقرار الامني و السياسي و الاقتصادي. الساسة و العسكر الامريكان يتلذذون بقتل الناس و التمثيل بهم كما حدث في مدينة حديثة في العراق و في افغانستان. اجريت محاكمات صورية لهؤلاء الوحوش ثم اطلق سراحهم بدعوي امراض نفسية.  يقول بعض المحليين السياسيين و الاستراتيجيين ان سياسة امريكا مبرمجة لهذا الغرض و لكنهم لم يوضحوا فائدة هذه البرمجة لأمريكا و لم يناقشوا البدائل الأخرى. هدف امريكا المعلن هو نشر الديمقراطية في المنطقة و كان بإمكانها تحقيقه ببديل افضل فلماذا لم تفعل ذلك. هدف امريكا المعروف للجميع هو السيطرة على منابع النفط و بإمكانها تحقيق ذلك ببديل افضل فلماذا لم تفعل ذلك. ماذا ستستفيد امريكا من سيطرة الفكر الوهابي على المنطقة و ما يصاحب ذلك من ارهاب كما حدث مع القاعدة و طالبان. بالنسبة للنفط امريكا تختلف عن الاستعمار البريطاني و الفرنسي الذي يعتبر النفط ملكا له لأن شركاتها تشتريه بسعر السوق في البورصات العالمية فلماذا هذا التخبط.  لعدم وجود تفسير منطقي لهذه الاسئلة يبقى تفسير واحد هو الخلل النفسي للشخصية الامريكية التي تتميز بثلاثة غرائز هي العنف و الغطرسة و حب السيطرة على الاخرين و قوتها العسكرية شجعت هذه الغرائز على المغامرات بالرغم من النتائج السلبية عليها و على الاخرين. استطاعة امريكا تحقيق مصالحها بالقوة اعطى السياسيين و الاستراتيجيين انطباعا خاطئا بأنهم على صواب مما شجعهم على تكرار اخطائهم. تصريحات وزيرة خارجية امريكا السابقة كونداليزا رايس بغرور و غطرسة بدلا من الشعور بالخجل و الفشل بان مخطط الشرق الاوسط الكبير على وشك الانتهاء دليل على ما اشرت اليه. رايس خير مثال للشخصية الامريكية الهدامة التي تصور الخراب الذي يعم الشرق الاوسط بأنه نصر مبين لسياسة امريكا الطائشة بغض النظر عن الخسائر البشرية و المادية. انها مستبشرة بقتل الناس و تهجيرهم لأنهم ليسوا امريكان و قد نست او تناست هي و اوباما كيف استعبد الرجل الابيض اجيالهما و

اجدادهما. ا لحل الوحيد للتصدي الخطر امريكا هو عودة روسيا و الصين كقوة عسكرية و معها الحرب الباردة.

About this publication