Edited by Eva Langman
ائتلاف ما يسمى المعارضة السورية في الخارج ، ومن يقف وراءه اقليمياً وعربياً ودولياً يريدون إسقاط سورية قيادة ودولة ومؤسسات كي تصبح دولة تابعة لأميركا والغرب ، وتتصالح مع «اسرائيل » وتتخلى عن كل شيء اسمه مقاومة وممانعة ، إلا أن الرهان على إسقاط سورية بالقوة العسكرية قد فشل .
لقد حصل ذلك نتيجة لتحول ميزان القوى الذي فرضته سورية على الأرض، منذ أشهر بفضل تماسك جيشها وبطولاته وبفضل تلاحم الشعب مع هذا الجيش ، رغم أن هذا التحول تطلب الكثير الكثير من التضحيات ، والتحمل ، والمعاناة الحقيقية في ظروف العقوبات المفروضة على سورية من قبل الأميركيين والأوروبيين وحلفائهم الإقليميين والعرب ،
تبين للولايات خطأ وعقم الحسابات والرهانات التي اعتمدت عليها منذ أكثر من عامين ونصف ، رغم أنها فعلت كل ما تستطيعه لإسقاط القيادة في سورية خدمة لمصالحها ولمصالح الكيان الصهيوني من تقديم الدعم اللوجيستي والاستخباري والفني للمعارضة الخارجية وللمجموعات الإرهابية المسلحة التي تقاتل في سورية ، وتسخير حليفها العثماني أردوغان لإدارة عملية الضغط العسكري على سورية وتأمين كل متطلباته وموارده ، من مقاتلين استقدموا من كل أصقاع الأرض من مرتزقة ومجرمين وقطاع طرق وتجار مخدرات وتكفيريين ومن بقايا تنظيم القاعدة وخريجي سجون ولصوص ، ومن أسلحة متطورة وأجهزة اتصالات وخبراء عسكريين وميدانيين ومال تموين وما إلى ذلك .
والأهم من كل ذلك أنها أوعزت لحليفتها المفضلة «اسرائيل » بأن تتدخل في الأزمة السورية، وأن تصبح طرفاً رئيسيا فيها. عبر تكليفها بقصف مواقع عملية وعسكرية تابعة للدولة والجيش لأكثر من مرة.
أهاجت الإدارة الأميركية نصف الكرة الأرضية ضد ما أسمته «عنف الدولة السورية» ولم تتحدث بكلمة واحدة عن عنف وجرائم المجموعات المسلحة ضد الأهالي والأقليات والرموز الدينية، كما استغلت مسألة اللاجئين السوريين في دول الجوار مثل تركيا ،الأردن ولبنان، دون أن تنبس ببنت شفة عن مأساة اللاجئين السوريين الفلسطينيين.
إن الحرب الأميركية بالوكالة – المحلية والإقليمية – على سورية لم تحقق أهدافها.
لكنها حصدت نتائج مرضية لأمريكا وعملائها، منها: إرهاق سورية مجتمعاً ودولة و اقتصاداً، واشغال جيشها للنيل منه، والتأثير على الوحدة الوطنية للشعب، وانعاش الطائفية بين قواه الوطنية، وزرع الضغائن والأحقاد بين سورية ودول عربية أخرى شاركت في صنع محنتها. لكن هذه النتائج لم تفجر الأوضاع كما كانت تريد أميركا، فالقيادة والجيش في سورية أحرزا نجاحات يعترف بها الجميع أصدقاء وأعداء، ولعل الخشية من نجاحات جديدة، وصولاً إلى الحسم ، دفعت أوباما إلى العودة لفكرة التسوية السياسية وبيان جنيف.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.