Aggression: From Proxy Warfare to Direct Warfare

<--

العدوان.. من الوكالة إلى الأصالة

السبت 7-9-2013

أحمد عرابي بعاج

أثارت المواقف الأمريكية حول عدوان محتمل على سورية موجة كبيرة من الاستنكار والاستهجان من تلك المواقف المبنية على حجج واهية تتذرع بها واشنطن لنقل معركتها مع سورية «من الوكالة»

عبر الإرهاب المدعوم والمعزز من عدة دول تمثلها رأس حربة سعودية وخليجية، ودعم لا محدود من قبل حكومة حزب العدالة في تركيا إلى احتواء وتوجيه إسرائيلي مستمر، إلى العلن في رغبتها بالأصالة عن نفسها في الاعتداء على سورية والتدخل عسكرياً، بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش العربي السوري في مكافحته وملاحقته فلول الإرهابيين والضربات الموجعة التي وجهها لهم، في رسالة مباشرة من واشنطن مفادها: «ممنوع الانتصار على الإرهاب».‏

ولا تزال تداعيات رفض البرلمان البريطاني المشاركة بالعدوان على سورية تمثل مجالاً للتداول والتحليل، وقد تبعها مواقف أخرى من المعارضة الفرنسية تطالب هولاند باللجوء إلى البرلمان في حال إصراره على زج فرنسا للمشاركة بالاعتداء على سورية، وهذه المواقف من المعارضة الفرنسية شجعتها استطلاعات رأي للشارع الفرنسي ترفض المشاركة بالعدوان على سورية.‏

قبل أيام انعقد مجلس الجامعة «الخليجية المستعربة» وخرج بمواقف تثير الدهشة وربما الضحك، فقد اتضح لمجلس «الجامعة هذا» أن الدولة السورية هي التي استخدمت السلاح الكيميائي وذلك قبل أن تستطيع لجان التفتيش والأمم المتحدة تحديد الجهة التي استخدمته، في موقف يزايد على الموقف الأمريكي ويتخطاه، وربما يفتح له الطريق للعدوان على سورية.‏

هذا التناقض بين المواقف الأوروبية الرافضة للمشاركة في العدوان الأميركي ومواقف الجامعة الخليجية يبعد العرب عن مساحات التضامن على المستوى الرسمي أكثر فأكثر ويشجع على العدوان على سورية كما شجعه وشرعنه على من سواها من الدول العربية الأخرى منذ العدوان على العراق وحتى يومنا هذا.‏

في ذات الوقت برزت مواقف جديدة مشرفة صادرة عن حكومات ودول إضافة إلى مواقف ثابتة للدول الداعمة لاستقلال القرار السياسي السوري من قبيل روسيا وإيران والصين ودول البريكس وغيرها من الدول الصديقة.‏

اللافت كان الموقف المصري الرسمي والشعبي الذي لم تغره مساعدات ودعم السعودية واعتبره الجيش المصري والقوى الوطنية والشعبية شيئاً غير مقيد لمواقف مصر التي ربما بدأت تتحرر شيئاً فشيئاً من قيود بعض الدول، وهو ما يطمئن إلى أن مصر العروبة عائدة إلى الساحة السياسية العربية والإقليمية والدولية لتأخذ دورها القومي الرائد والمنتظر من شعبها وجيشها، «فالقاهرة توءم الشام» ولا يمكن لأحد أن يفكك عرا الترابط بينهما مهما حاولت جماعات الإخوان المسلمين أن تفعل عندما كانت تسيطر على أجهزة الحكم فيها قبل أن ينتفض الشعب المصري ويسانده الجيش في إزاحة تلك الجماعة عن سدة الحكم فيها.‏

حيث أدرك الجيش المصري أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تنفيذ مخطط يستهدف الجيوش والدول العربية بعد أن قام بتدمير العراق ويهدف إلى تدمير سورية وسعى إلى تدمير مصر عبر دعمه لجماعة الإخوان المسلمين.‏

ومهما كانت نتيجة المواقف التصعيدية الأمريكية بالعدوان على سورية أو بالعدول عن ذلك تبق سورية صامدة وتبق الولايات المتحدة دولة عدوان معتدية تدعم «إسرائيل» ويبق من استدعى تدخلاً خارجياً عسكرياً في بلاده وشجع عليه ورحب به خائناً لوطنه تلاحقه لعنة خيانته مهما طال به الزمن.

About this publication