Obama’s War on Syria … Serving Israel

<--

لقد سئم الشعب الامريكي الذي خاضت بلاده حربين ضد العراق وحربا في افغانستان وحربا في ليبيا.. وكلفته هذه الحروب أثمانا باهظة في الأرواح والمعدات والاموال وعلى النحو الذي دمر الاقتصاد الامريكي أو كاد..مناهضة اوباما لهذه الحروب كانت سببا مباشرا مهما في انتخابه رئيسا لبلاده.. وخطاباته في القاهرة وفي اسطنبول التي ظهر فيها مناهضا قويا للحروب، كانت سببا في منحه جائزة نوبل للسلام.. الرئيس اوباما ووزير خارجيته جون كيري في حملتهما لحشد مؤيدين لضرب سوريا يزعمان أنهما يريدان معاقبة بشار الاسد..فهل قصف دمشق وغيرها من المدن السورية سينال من بشار الاسد واركان حكومته ؟.. أم أن القذائف الصاروخية المنطلقة من الجو او من البحر او البر لن تقتل سوى ابناء الشعب السوري واطفاله وشيوخه وحرائره الذين تتباكى عليهم واشنطن والعواصم الاوروبية وعواصم اقليمية معروفة.. وسؤال آخر يفرض نفسه بقوة: كيف نفهم أو نصدق ان ادارة اوباما تحارب المنظمات الارهابية في حين انها في ضربها لسوريا تتيح لهذه المنظمات إشاعة الفوضى والاضطرابات داخل سوريا.. ولربما تحصل على اسلحة كيمياوية تهدد سوريا ودول المنطقة وغيرها ؟.. لقد حذر الرئيس الروسي بوتين واشنطن من مغبة احتمال قصفها مفاعلات نووية او مخازن لاسلحة كيميائية.. وعواقب ذلك لا تخفى على أحد.. وإليكم التالي: بعد أن فشل اوباما في استقطاب موقف اوروبي موحد يؤيد توجيه ضربة عسكرية لسوريا، عاد ليناشد الشعب الامريكي وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب تأييد ضرب سوريا.. وذلك لأنه في استطلاع للرأي تبين أن 19% من الشعب الامريكي يؤيدون ضرب سوريا.. و56% يعارضون ضرب سوريا.. وفي مجلس الشيوخ فإن 25 عضوا فقط يؤيدون الضربة و19 عضوا يعارضون والباقون لم يحسموا موقفهم بعد.. أما في مجلس النواب فان 14 عضوا يؤيدون الضربة و119 عضوا يعارضونها..وحتى التظاهرات أمام البيت الابيض هتفت مخاطبة اوباما بشعارات مثل «ارفع يدك عن سوريا».. والمؤسف جدا أنه في ان الشعب الامريكي وشعوب اوروبا تتظاهر ضد الحرب على سوريا، فإن دولا عربية تقرع طبول الحرب وتمارس ضغوطا على الرئيس اوباما لضرب سوريا !!..والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو: هل يتورط اوباما فعلا في هكذا حرب ملعونة متجاوزا شعبه وشعوب الدول الحليفة اولا، ومتجاوزا الشرعية الدولية ممثلة بمجلس الأمن الدولي ثانيا؟.. ثم هل سيقف نظام الاسد وحلفاؤه مثل ايران وحزب الله اللبناني ولربما روسيا ايضا مكتوفي الأيدي في مواجهة الضربات الامريكية؟.. إن على الرئيس اوباما أن يحذر من التورط في حرب لا يستطيع تطويق حدودها ولا نوعية الاسلحة التي قد تستخدم فيها ولا الاطراف الاقليمية المرشحة للمشاركة فيها..وهي حرب ستكون مكلفة جدا لبلاده عسكريا وسياسيا واخلاقيا..وانتصار بلاده فيها ليس مضمونا..والرابح الاكبر فيها اسرائيل..وجميع الحروب الامريكية في المنطقة كانت ولا تزال من أجل اسرائيل..

About this publication