America: From Great Satan to Defender of the Weak!!

Edited by Anita Dixon

<--

10 سنوات مرت على إطلاق كوندليزا رايس جملتها الشهيرة : سنصنع شرق أوسط جديد.

10 سنوات قضيناها لنعرف أن تقسيم الوطن العربي الذي أرادته أمريكا لم يكن ليحدث أبدا مهما بلغت قوة آلة الحرب الأمريكية – فكل معركة عسكرية دوما كان النصر فيها هو حليف المقاومة – نعم لم يكن لتتحقق أحلام قوى الشر تلك إلا بتغيير العقول وتبديل المفاهيم فيصبح رفع العلم الأمريكي و الفرنسي والبريطاني في شوارع بني غازي متوسلين بحلف الناتو لدخول الأراضي الليبية هو بديلا عن حرق نفس هذه الأعلام و الماكيتات في أي مظاهرة في الوطن العربي والإسلامي قبل 10 سنوات أو أقل .

10 سنين أمريكا لم تتغير فيها بل نحن من تغيرنا

فيكفيك أن تقرأ بيان الإخوان المسلمين إبان الغزو الأمريكي للعراق (2003) لتجد حرفيا هذه السطور : ( أي عدوان على شعب مسلم هو مرفوض، وتجب مقاومته، أيًّا كان المعتدي، وإن الدفاع عن العراق لا يعني الدفاع عن النظام القائم فيه الآن ، و وحدة الشعب العراقي ووحدة أراضيه أمران لا يجوز المساس بهما. و الشعب العراقي وحده هو صاحب الحق في تغيير نظامه واختيار طريقة حكمه).

هي كلمات عظيمة ومسئولة ولكنك لن تجد لها أي أثر وأنت تطالع بيان الإخوان المسلمين في سوريا 2013 فتجد أمامك استدعاء صريح للعدوان الأمريكي على الأراضي السورية و تقرأ نصا في إحدى فقراته ( نعلن رفضنا للضربة العقابية المحدودة التي سيكون لها أثرٌ عكسيٌّ يقوّي النظام ولايضعفه،و نطالب بدقّة عالية في العملية العسكرية ضدّ مواقع النظام !!

لم تتبدل مواقف الحركات السياسية فحسب ، بل امتد الأمر ليشمل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

( فعدم مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية من الكبائر،بل إن قتال أمريكا في العراق هو فرض عين على كل مسلم ) كانت هي فتوى الشيخ القرضاوي في 2003

بينما في 2013 عليك أن تصم أذنيك قبل ان تستمع إلى خطبة عصماء يشكر فيها فضيلته أمريكا ويطالبها بأن تقف وقفة (لله) تنصر بها الشعب السوري كما نصرت الليبيين من قبل و يطمئن أمريكا من فوق منبر النبي بأن انتصار المعارضة في سوريا يضمن أمن إسرائيل !

10 سنوات لتصبح أقصى أمانينا أن نلهث وراء بيان شجب أو إدانة من شيخ أو حركة سياسية بعد أن كانت مثيلاتها من بيانات الحكام هي مثار سخرية واستهزاء منا جميعا .

أيها الناس : إن الأمريكان إذا دخلوا بلدة أفسدوها وقسموها وجعلوا أعزة أهلها أذلة.

About this publication