America's Chemical Crimes Against the Peoples of the World!?

<--

جرائم أميركا الكيماوية ضد شعوب العالم؟!

شؤون سياسية

الأربعاء 18-9-2013

د.رحيم هادي الشمخي

ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة المهيمنة على إنتاج الأسلحة الكيماوية والنووية، التي تستخدم في أكثر حروبها مع الدول القريبة والبعيدة، كبيرة أو صغيرة، فهي تمثل الخطر القاتل الذي يهدد أمن المواطن وأمن الدول المحبة للحرية والسلام،

وما فعلته أمريكا وحلفاؤها من قتل للبشر وتخريب للبيئة في العالم نتيجة حروبها المزعومة إنما يؤكد عدوانيتها ضد البشرية وذلك بحرق الزرع والضرع، فهي ارتكبت جرائم حرب ضد شعوب العالم والإنسانية في فيتنام وهيروشيما وأفغانستان والعراق وليبيا، وما تفعله من مجازر وحشية في سورية بتزويد عملائها ومرتزقتها بغاز السارين المحرم دولياً لهو أكبر شاهد على تورطها الفعال في استخدامها للسلاح الكيماوي وتورطها في حرق الأرض والبشر، وهذا ما أثبتته الوقائع على الأرض في الدول التي نالها العدوان الكيماوي والنووي الأمريكي عندما شوهت وجوه الأطفال والرجال والنساء وأحرقت أجسادهم بهذا الوباء الأمريكي القادم من الغرب .‏

لقد استخدمت القوات الأمريكية الأسلحة الكيميائية في مدينة الفلوجة وبغداد والنجف والأنبار وصفوان أثناء الحرب على العراق، وتم توثيق وإثبات استخدام الفوسفور الأبيض (WP ) وكذلك خليط من الفوسفور الأبيض ومواد شديدة الانفجار ليكون ذخيرة فعالة وكسلاح نفسي قوي ضد المقاومة العراقية الباسلة في الخنادق المقاتلة، والفوسفور الأبيض يسبب ذوبان للجلد وحروق وعادة ما تكون متعددة وعميقة، وتستمر الجسيمات في الحرق ما لم يحرم الجسد من الأوكسجين في الغلاف الجوي ويمكن أن يحرق وصولاً إلى العظم، كما أنه يتأكسد، وينتج خامس أوكسيد الفوسفور في صورة دخان والذي يسبب حروق شديدة في محيطه وإصابة العين بضرر دائم، وبرغم الاتهامات الموثقة التي قدمت ضد وزارة الدفاع الأمريكية بخصوص استخدامها قذائف الفوسفور الأبيض وانتهاكها للبشر والبيئة، إلا أن أمريكا عملت على تجاهل هذه الاتهامات برغم ثبوتها، كذلك في التقارير الدورية للجيش الأمريكي، بالإضافة للاعتراف باستخدام (النابالم) على العراق، حتى أن إجابة وزير الدفاع الأمريكي السابق كانت تقول [تم استخدام مادة مثيلة للنابالم من قبل قوات التحالف في العراق سواء خلال مرحلة القتال في الحرب أو منذ ذلك الحين وخاصة تقارير استخدام مشاة البحرية الأمريكية لقنابل حارقة حول الجسور على نهري دجلة والفرات وقناة صدام في الطريق إلى بغداد], واعترف قائد المجموعة البحرية (11) باستخدام غازات سامة في مدينة (صفوان) على الحدود مع الكويت بواقع (77) قنبلة سامة حارقة، وفي حرب الخليج عام 1991 استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية ما يوازي 400 طن من حصيلة ما تمتلكه من 500,000 طن من اليورانيوم المخصب على أجزاء من العراق، من خلال إطلاق آلاف الطلقات (DU)، وقذائف دبابات، وقذائف مدفعية، وإسقاط ملايين القذائف، والمعروف أن عدد الجنود الذين شاركوا في حرب الخليج على العراق يبلغ عددهم /679/ ألفاً من الجنود الأمريكيين عام 1991 وأكثر من ثلثهم بما يقارب /250/ ألفاً تم تصنيفهم بمرض (متلازمة حرب الخليج) وهي مجموعة من الأعراض المزمنة غير المبررة طبياً يمكن أن تشمل التعب، والصداع، وآلام المفاصل، وعسر الهضم، والأرق، والدوخة، واضطرابات الجهاز التنفسي، ومشاكل الذاكرة، ومشاكل في الإدراك، والطفح الجلدي، والإسهال والأورام، والغريب أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة يقدر أن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت من 1,000 إلى 2,000 طن من اليورانيوم المخصب خلال حرب العراق عام 2003 وهذا لا يعد سوى جزء صغير جداً من مخزون أمريكا، وذلك ما يوافق تقرير [سياتل بوست إنتليجنسي]، أن البنتاغون وتقدير الأمم المتحدة يفيد بأن القوات الأمريكية والبريطانية استخدمت 1,100 إلى 2,200 طن من قذائف خارقة للدروع مصنوعة من اليورانيوم المخصب أثناء الهجمات في العراق أكثر بكثير من الـ375 طن الني استخدمت في حرب الخليج عام 1991.‏

أما في ليبيا فقد استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب والغازات السامة (السارين) في كل من بنغازي وابن الوليد ومصراته، وما جاء في تفاصيل حقائق قصف ليبيا باليورانيوم المخصب والقنابل المدوية باهتزاز لأدمغة الجنود في مواقع القتال تؤكد ما فعله هؤلاء المجرمون على أرض ليبيا العربية ويبين البوست للقارئ العربي حقائق مذهلة لاستخدام أمريكا وحلفائها للأسلحة الكيميائية في المدن الليبية والإنسان الليبي على أرضه ووطنه، كما أن هذه الحرب الكيميائية الأمريكية كان لها التأثير الكبير على البيئة في الدول التي أصابها العدوان الأمريكي، وبالعودة إلى حروب القرن المنصرم وأثرها المدمر على البيئة يجدر الإشارة إلى حرب الولايات المتحدة الأمريكية في فيتنام، التي تضمنت سنوات من القصف، استخدمت خلالها القنابل التقليدية، ومبيدات الأعشاب بهدف تعرية مساحات واسعة من الأشجار المورقة لتحسين إمكانية القوات الأمريكية لرصد المقاومة الفيتنامية في الغابات الكثيفة، كان لهذه المبيدات تأثير مباشر على النظام البيئي في المكان الذي استعملت فيه، وقد اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية أن حرب أفغانستان قد كلفتها (150) ألف طن من قذائف اليورانيوم المستنفذ و(200) ألف طن من السلاح الكيماوي الحارق لسلاح الدبابات، كما اعترفت بريطانيا أنها استخدمت (800) ألف قذيفة من اليورانيوم في الهجوم على كابل ومدن أفغانية أخرى كانت معقلاًَ لجماعات طالبان، مما أثر ذلك على البيئة في أفغانستان وحولها إلى أرض جرداء من الزراعة، وما يزيد الطين بله، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا زالت تتحفظ على ترسانة إسرائيل والكيميائية، التي بدأت إنتاج الأسلحة النووية والكيميائية عام 1973, كشفت ذلك وثائق للمخابرات الأمريكية مفادها, أن إسرائيل تملك ترسانة من الأسلحة الكيميائية منذ سنوات الثمانينيات، ونسب موقع (فورين بوليسي) الأمريكي, أن إسرائيل بدأت تصنيع الأسلحة الكيميائية في أعقاب حرب تشرين عام 1973, ومن ضمن هذه الأسلحة غاز الأعصاب (سارين) الذي تمتلك منه إسرائيل كميات كبيرة، وهكذا نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك أكبر مخزون كيماوي في العالم، وظفته لمساعدة عملائها من تنظيم القاعدة والمرتزقة واللصوص وقطاع الطرق لضرب حركات التحرر في العالم, وما يجري في سورية العربية اليوم من حشد لمرتزقة العالم لتدمير الدولة السورية وقتل شعبها بالكيماوي الأمريكي والأوروبي والإسرائيلي والعربي لهو أكبر دليل على أن أمريكا تريد إبادة شعوب العالم لأنها عدوة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، كما أن اتهام سورية باستخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أمريكا في حربها الدائرة ضد الإرهاب إنما المقصود منه تغاضي العالم عن الجرائم التي ارتكبتها هذه الدولة في العراق وأفغانستان وليبيا ويوغسلافيا واليابان وفيتنام وتهديدها لشعوب العالم المحبة للسلام.‏

 أكاديمي وكاتب عراقي‏

About this publication