US-Iranian Rapprochement: A Round of Lies

<--

تدور تحليلات واسعة في الأوساط الإعلامية للتقارب الإيراني الأمريكي. وبعضها يشكل استنتاجات غريبة أقرب إلى الأماني. ولا يبدو أن هذا التقارب يحتمل أكثر مما هو في حقيقته الراهنة، لأن العداء بين الولايات المتحدة ونظام طهران ليس طارئاً ولا تكتيكياً، وعلاقتهما مثقلة بكثير من الشكوك المتبادلة.

ولا يبدو أن العلاقات الإيرانية الأمريكية تتطور إلى علاقات استراتيجية، على الرغم من أن نظام إيران يبعث برسائل كثيرة ويتودد إلى الولايات المتحدة كيلا تزيد أوجاعه سوءا. فنظام طهران يواجه معضلة في سوريا تتمثل في أن نفوذه قد انتهى من سوريا الوطن والأرض والجغرافيا والناس إلى الأبد، وأصبح محصوراً في عدة ميلشيات تابعة للأسد ليس لها أي مستقبل. والمعضلة الأخرى هي النظام الإيراني قد ربى أجيالاً من الإيرانيين على أنه نظام مقاوم وممانع ومعادٍ للولايات المتحدة ويسعى لتحرير فلسطين. بينما اوضاع الفلسطينيين تتدهور وهو يقاتل السوريين لا الإسرائيليين ويسعى لود واشنطن. والمسألة الأخرى هو النظام تورط في مسألة البرنامج النووي الذي لا يستطيع لا التراجع عنه خشية صورته المزيفة، ولا التقدم إليه متجاهلاً الاحتجاجات الدولية. والقضية الأكثر إيلاماً للنظام هي الهزيمة الكاسحة المتمثلة بأنه قد تعهد بتسليم الأسلحة الكيماوية السورية للولايات المتحدة الأمريكية أو لقوى أخرى ترشحها واشنطن. وهذا بحد ذاته هزيمة لإيران ولنظام الأسد لأنهما خضعا للأوامر الأمريكية الحاسمة. مما يعني أن النظام الإيراني ليس نداً للولايات المتحدة، ولا يستطيع أن يطلب ثمناً للتقارب مع واشنطن أكثر من أن تبقيه على قيد الحياة. وعلى الرغم من أن النظام الإيراني ضعيف ومتودد ومهزوم، فإن يتعين على الولايات المتحدة أن تكون حكيمة وألا تقع في فخاخ النظام ومراوغاته. فهو يجيد التلاعب ومهارات الخدع الدبلوماسية، لهذا فإن لعبة الملف النووي لم تنته منذ سنين، لأن يعطي وعوداً ثم يسحبها، ويعطي وعوداً ثم ينكث بها. ولعب نظام طهران خطيرة لأنه مشاغب ويثير الفتن ويزرع بذور الاضطرابات في منطقة حساسة ومهمة إقليمياً ودولياً. ويتعين أن يحذر المجتمع الدولي من الفخاخ التي يزرعها رجال نظام إيران في محادثاتهم وحتى تعهداتهم. وهذه مسألة محسومة إذا ما نظرنا إلى تاريخ سلوك النظام وعلاقاته والكم الذي لا يحصى من الفتن والحروب يشعلها في المنطقة.

About this publication