نقطة نور
ماذا يكون رد مصر؟
مكرم محمد أحمد
181533طباعة المقال
لا مناص من الاعتراف بأن قرار الرئيس الامريكي أوباما بحظر تصدير الدبابات وطائرات الاباتشي ومقاتلات اف16 وقطع الغيار اللازمة لهذه الاسلحة
,سبب شرخا عميقا يصعب أن يندمل, لم تشهد مثله العلاقات الأمريكية المصرية علي إمتداد30 عاما, رغم كل الاعتذارات التي قدمتها إدارة أوباما في ثنايا قرارها بالتأكيد علي أنه قرار مؤقت سوف تتم مراجعته بين الحين والآخر, وان الادارة الامريكية أجبرت علي اتخاذه, لان القانون الامريكي يمنعها من تقديم المساعدات لأي حكومة تساند عزل رئيس منتخب!, وأنها تامل في ألا يؤثرالقرارعلي علاقات البلدين, خاصة العلاقات بين القوات المصرية والبنتاجون الامريكي!
وأظن ان القرار يفرض علي مصر ضرورة إنهاء علاقتها الخاصة مع أمريكا اكتفاء بعلاقات طبيعية بين البلدين, وأن تتوقف مصر عن إرسال بعثات التدريب إلي واشنطن, وتعيد النظر في التسهيلات التي تمنحها للحكومة الامريكية, لأن القرار يمثل اهانة بالغة للمصريين, خصوصا انه لم يقل بوضوح كاف, ما هو المطلوب من مصر لانهاء تعليق هذه المساعدات!؟ وإذا كانت قضيةالديموقراطية حقا هي المشكلة!, فهل يكفي لإنهاء هذه الازمة المضي قدما في تطبيق خارطة الطريق, أم أن المطلوب إكراه المصريين علي قبول دمج جماعة الاخوان المسلمين في الحياة السياسية المصرية رغم كل جرائمها, والافراج عن جميع قادتها دون أية مساءلة قانونية!وهو الامر الذي لن يحدث مهما تكن النتائج,لان غالبية المصريين ترفض ذلك, وإذا كان أوباما كما تقول إدارته حريصا علي ان تحترم الدول التي تنال مساعدات واشنطن رغبات أمريكا, فلماذا لم يصدراوباما قرارا مماثلا ضد حكومة إسرائيل التي تصفع كل يوم وجه الادارة الامريكية بصلف بالغ وتصر علي استمرار الاستيطان وتسد طريق التسوية!.
اعرف ان خسارة مصر كبيرة لان القرار يفرض عليها مواجهة مشكلة مصير معداتها الامريكية,لكن خسارة الولايات المتحدة يمكن ان تكون اشد جسامة, إذا هبطت مصر بمستوي العلاقات الخاصة إلي علاقات طبيعية لا تتضمن هذا الحجم الضخم من الميزات والتسهيلات والاستثناءات.
لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد
رابط دائم:
0
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.