Do Western-Iranian Negotiations Establish New Prospects for Cooperation?

<--

هل تؤسس مفاوضات إيران والغرب لآفاق جديدة في التعاون؟

شؤون سياسية

الأحد 20-10-2013

 محرز العلي

التقارب الإيراني الأميركي الذي بدأ بالاتصال الهاتفي بين الرئيس باراك أوباما والرئيس الإيراني حسن روماني كسر الجليد الذي كان حائلاً دون التوصل إلى آلية تخفف من حدة الخلافات بين البلدين ولا سيما بشأن البرنامج النووي

وبالتالي فتح آفاق جديدة من شأنها التمهيد لتقارب أكبر في العلاقات بين البلدين والمساهمة في حل قضايا المنطقة على اعتبارأن إيران باتت دولة محورية ولايمكن تجاوزها ويمكن أن تساهم بشكل كبير في حل القضايا الخلافية وبمايسهم في توفير الأمن والأمان والاستقرار العالمي مع الحفاظ على مصالح الشعوب.‏

الدبلوماسية الإيرانية المرنه للرئيس روحاني وللقيادة الإيرانية الجديدة ساهمت بشكل كبير في عقد الجولة الأخيرة من المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة الأميركية- روسيا- الصين- فرنسا – بريطانيا- ألمانيا) في جنيف والتي تم بموجبها تقديم خطة إيرانية جديدة من شأنها إزالة القلق المفتعل من الدول الغربية ولاسيما وأن سياسة الغرب انتقائية في هذا المجال حيث تبدى قلقها من البرنامج النووي الإيراني رغم التطمينات الإيرانية والتأكيد أنه للأغراض السلمية ولاسيما من أجل توليد الطاقة الكهربائية والمساهمة في إيجاد الوقود النووي لمراكز الأبحاث العلمية في حين تتجاهل هذه الدول الترسانة النووية الإسرائيلية التي من شأنها تهديد شعوب المنطقة والأمن والسلم الدوليين.‏

مفاوضات جنيف التي انتهت يوم الأربعاء الماضي وصفت من قبل الأوساط السياسية الأوروبية والأميركية والروسية بأنها إيجابية واعتبرت الأولى من حيث الخطوات التي قدمتها إيران للغرب حيال برنامجها النووي والتي تؤكد في نفس الوقت عن الشفافية والجدية من قبل المسؤولين الإيرانيين في جنيف الذين يملكون صلاحيات واسعة في إيجاد نقاط توافقية تؤسس لبناء الثقة مع الأطراف الأخرى الأمر الذي يشيرإلى مدى اهتمام إيران بإزالة العقبات أمام تسويه ملفها النووي دون المساس بالحقوق المشروعة للشعب الإيراني وفي مقدمة ذلك حقوقه التي تضمنها معاهدة حظر الانتشار النووي ومنها حقه في تخصيب اليورانيوم بنسب مسموحة ومخصصة للأغراض السلمية.‏

المقترح الإيراني الذي قدمته القيادة الإيرانية كبادرة حسن نية وبناء الثقة مع مجموعة 5+1الذي قال عنه المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أنه مفيد ويظهر مستوى من الجدية والمضمون لم نره من قبل.‏

يؤكد أن البرنامج النووي هو للأغراض السلمية ولايمكن استخدامه للأغراض العسكرية ولاسيما أن مرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي قد أصدر فتوى تحرم صنع الأسلحة النووية وبالتالي هناك جدية ومصداقية في إزالة القلق الغربي الذي لامبرر له وعلى الولايات المتحدة الأميركية أن تقابل الخطوات الإيرانية الجادة والمطمئنة بخطوات من جانبها لإثبات حسن النية وبالتالي العمل على رفع العقوبات الاقتصادية الجائرة عن الشعب الإيراني إذا كانت النيات الغربية صادقة في إيجاد حل لأزمة الملف النووي والحفاظ على حقوق الشعوب في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.‏

ماحصل حتى الآن في أروقة جنيف من مفاوضات بين الجانبين لم يتم تسريبه للإعلام ولكن التصريحات وردود الفعل تبشر بفتح أفاق جديدة بين الطرفين من شأنها التخفيف من حدة التوتر والتمهيد لجولة جديدة تم تحديد موعدها في 7-8 تشرين الثاني المقبل الأمر الذي يدعو للتفاؤل حيال الجولة المقبلة من المفاوضات مع الحذر لأن هناك دولاً وكيانات أعربت عن امتعاضها من المرونة الإيرانية والترحيب الأميركي الأمر الذي دفعها إلى مطالبة الإدارة الأميركية بتشديد العقوبات على الشعب الإيراني كأسلوب ضغط وبالتالي العمل على إفشال المفاوضات ليبقى التوتر مع إيران سيد الموقف وبما يحقق الأجندات العدوانية التي تهدف إلى محاولة منع التقدم العلمي والتكنولوجي للإيرانيين.‏

الكيانات التي أبدت عدم ارتياحها من اجتماعات المسؤولين الإيرانيين مع نظرائهم الغربيين في أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي كان من نتائجه استئناف التفاوض حول الملف النووي الإيراني يأتي في مقدمتها الكيان الصهيوني الذين عبر مسؤولوه عن امتعاضهم من هذا التقارب وعملوا مع بعض الأطراف العربية والإقليمية إلى تشكيل جبهة لإفشال هذه المفاوضات التي أثبتت الأحداث حتى الآن أنها إيجابية ليشكل ذلك حالة من الهستيريا السياسية دفعت رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى التهديد بشن عدوان على المنشآت النووية الإيرانية دون مساعدة الولايات المتحدة الأميركية علماً أن هناك دراسات إسرائيلية تؤكد أنه حتى لو امتلكت إيران القنبلة النووية لن تشكل تهديداً لإسرائيل وهذا يشير إلى أن الكيان الصهيوني يستخدم ذريعة البرنامج النووي الإيراني لفرض العزلة على إيران ومنعها من تحقيق أي تطور علمي أوعسكري والنيل من دورها المقاوم والداعم لكل حركات التحرر الوطني والقضايا العادلة في المنطقة ولاسيما القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.‏

ماقدمته طهران في مفاوضات جنيف والذي وصفت بالإيجابية من معظم الأوساط السياسية ولاسيما الأميركية والأوروبية يشكل إنجازاً على طريق إزالة الهواجس والقلق من البرنامج النووي وهو في نفس الوقت وضع مصداقية الغرب على المحك لجهة العمل من أجل حل القضايا الخلافية بالطرق السلمية وعبر الحوار وبالتالي فإن على الغرب والولايات المتحدة ملاقاة القيادة الإيرانية باتخاذ خطوات تطمئن إيران وشعبها وعدم المماطلة في تنفيذ الالتزامات المترتبة عليها والتي من شأنها بناء جسور الثقة المنقطعة منذ أكثر من 34 عاماً وبالتالي المساهمة في إعادة العلاقات مع إيران بما يحفظ حقوق الشعوب ويضمن الأمن والاستقرار في المنطقة وعدم التدخل في شؤون الدول ذات السيادة وفي ذلك مصلحة لكل دول المنطقة وشعوبها ومصلحة الغرب والولايات المتحدة الأميركية.‏

About this publication