How America Conspires and How Its Collaborators Behave

Edited by Anita Dixon

<--

هكذا تتآمر أمريكا وهكذا يتصرف العملاء

تاريخ النشر :١٨ نوفمبر ٢٠١٣

السيد زهره

الذي قاله احمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئيس المصري كلام خطير. مع ان ما قاله لا يعتبر جديدا بالنسبة لنا فيما يتعلق بتآمر امريكا على مصر والدول العربية, فان اهميته تنبع من انه يقدم نموذجا عمليا محددا يجسد هذا التآمر.

المسلماني قال في حديث تلفزيوني قبل يومين, انه بعد ثورة 30 يونيو التي اطاحت بحكم الاخوان المسلمين في مصر, كانت هناك قيادات من الإخوان من مكتب ارشاد الجماعة على تواصل مع مؤسسة الرئاسة المصرية, وان هؤلاء كانوا على استعداد للقبول بالوضع الجديد بعد الثورة, وطلبوا بالفعل تولي حقائب وزارية معينة. لكن الذي حدث كما قال ان هؤلاء تراجعوا عن مواقفهم بعد اتصالاتهم مع أمريكا التي كانت تؤيد استمرار اعتصام الإخوان في رابعة.

بالطبع, هذا الذي قاله المسلماني تنبع اهميته من انه ليس اجتهادا ولا تحليلا, وانما معلومات عرفها بحكم موقعه, وما كان له ان يسوقها لولا انه متأكد منها.

كما نرى, هذا الذي كشف عنه امر مهم وخطير, من زاويتين: الزاوية الأولى, تتعلق بأمريكا وما ارادته في مصر, او بمعنى ادق تآمرها على مصر. والزاوية الثانية, تتعلق بالقوى التابعة لأمريكا وتأتمر بأمرها وكيف تتصرف.

اما عن أمريكا وتآمرها على مصر, فالسؤال هو: ما الذي يعنيه بالضبط ما كشفه المسلماني؟.. ما الذي ارادته امريكا لمصر بالضبط بما فعلته على هذا النحو؟

من الواضح انه كان هناك على الأقل بعض قيادات الإخوان يريدون القبول بالوضع الجديد بعد ثورة 30 يونيو, ويريدون الاندماج مجددا في الحياة السياسية, وعدم التصعيد وتجنيب البلاد اعمال عنف وفوضى.

لكن أمريكا كان لها رأي وموقف آخر. أمريكا كانت تريد من الاخوان ان يستمروا في اعتصاماتهم, وفي الاحتجاجات العنيفة التي يقومون بها بكل ما يرتبط بذلك من اعمال عنف وارهاب وفوضى في البلاد.

أمريكا ارادت لمصر ان تغرق في العنف والفوضى, وأرادت ان تحول دون أي استقرار, وارادت للقيادة الجديدة في مصر ان ترضخ لما تخطط له امريكا تحت ضغط الإرهاب.

ولهذا تحديدا فعلت امريكا ما فعلته في هذه الحالة المحددة التي كشفها المسلماني.

بالطبع, امريكا لا تفعل هذا ولا تتصرف بهذا النهج في مصر وحدها. تفعل هذا في البحرين وفي كل الدول العربية تقريبا.

هذا هو ما نقوله باستمرار في كل تحليلاتنا عن مخططات امريكا تجاه دولنا العربية, وعن اسباب دعمها لقوى طائفية وانقلابية في دولنا.

اما الجانب الخطير الاخر الذي يثيره ما كشفه المسلماني, فيتعلق كما ذكرنا بالقوى التابعة لأمريكا وكيف تحدد مواقفها وتصرفاتها.

الأمر الخطير هنا ما فعلته هذه القيادات الإخوانية التي كان لديها استعداد لقبول الواقع الجديد بعد الثورة وعدم التصعيد. الذي حدث ان هذه القيادات تراجعت عن موقفها بمجرد ان طلبت امريكا منها ذلك, ورضخت فورا للإرادة الأمريكية ونفذت طلبات الأمريكيين.

علينا ان نلاحظ ان هذه القيادات نفذت اوامر امريكا, على الرغم من ان ما طلبته لا يمثل قناعاتها, وعلى الرغم من انها تعلم بالضرورة ان ما أرادته امريكا لا يخدم المصلحة الوطنية.

بالطبع, ما كان لهذه القيادات ان ترضخ لأمريكا على هذا النحو ورغم هذا كله, لولا ان هناك علاقات مشبوهة اصلا بين جماعة الاخوان وامريكا, وبحيث لا تستطيع الجماعة في نهاية المطاف ان تخرج عن بيت الطاعة الأمريكي.

الذي فعلته هذه القيادات نموذج عملي يجسد كيف تتصرف القوى العميلة لأمريكا.

هذه القوى مسلوبة الإرادة, ليس لها قرار مستقل ولا تستطيع سوى ان تأتمر بأوامر سادتها.

ولهذا, في لحظة الحسم والاختيار, وحين يكون مطروحا الاختيار بين المصلحة الوطنية ومصلحة أمريكا, يختارون مصلحة أمريكا ويضحون بالمصلحة الوطنية.

هكذا اذن تتآمر أمريكا على مصر ودولنا العربية.

وهكذا اذن يتصرف العملاء لأمريكا.

وفي كل الأحوال ينبغي الا يغيب عن البال معنى ما جرى في مصر. والذي جرى ان مؤامرة امريكا ومخططاتها هي وعملائها فشلت, وتحطمت على صخرة ارادة القيادة المصرية وارادة الشعب المصري.

About this publication