US Disappoints Its Arab Allies

<--

التحولات السياسية الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط باتت واضحة للعيان ،بعد ظهور التقارب الأمريكي-الإيراني إلى العلن بعد أن كان باطنيا منذ عقود وفضيحة الكونترا الشاهد،ولكن كيف ولماذا أدارت أمريكا ظهرها للعرب الآن في هذه اللحظة التاريخية من حياتهم الملتهبة ربيعا أمريكيا خادعا ،ولكن الهرولة الأمريكية نحو حكام طهران تثير التساؤل والعجب ،فمن محور الشر إلى أحضان خامنئي مباشرة ،ولكي تكتمل الصورة للقارئ لابد من تسلسل الأحداث أمامه مباشرة ،حيث بدأ التنسيق الأمريكي-الإيراني منذ أن قررت إدارة المجرم بوش إسقاط نظام صدام حسين في العراق (تصريح وزير خارجية العراق الأخير هوشيار زيباري لصحيفة الحياة اللندنية )والذي كشف فيه اتفاق حكام وملالي طهران مع إدارة المجرم بوش على احتلال العراق وإسقاط نظامه وإخراج الجيش العراقي خارج التوازن العسكري في المنطقة ليسهل الهيمنة على دول الخليج وتقاسم النفوذ والثروات وتامين النفط وامن إسرائيل ،هذا هو جوهر الاتفاق الإيراني –الأمريكي والتخادم بينهما ضد الأمة العربية ورأس حربتها العراق العظيم ،فماذا تحقق من هذا كله ،غزت أمريكا العراق واحتلته بمساعدة إيران، ولولاها لما استطاعت غزوه واحتلاله (تصريح ابطحي المشهور)،حلت جيشه ودمرت بنيته الاقتصادية ونهبت ثروته وأثاره وخربت وزاراته وأحرقتها إلا وزارة النفط وقتلت شعبه ونشرت الطائفية بين طوائفه ،وأشرفت على الحرب الطائفية الأهلية فيه بعد تأجيجها ،وسلمت العراق خرابه تنعق فيه غربان الاحتلال وعملاؤه إلى حكام وملالي طهران العدو التاريخي للعراق بحجة ملء الفراغ ،حسب طلب احمدي نجاد لدى تدنيسه بغداد العباسية إبان الاحتلال ،وهكذا أطلقت طهران ميليشياتها الطائفية المسلحة وفيلق القدس لتقتل العراقيين وتهجرهم ،وتفرض التشيع ألصفوي على العراقيين في عموم العراق ،وهاهي الميليشيات تفرض على جميع المحافظات السنية رفع راية الحسين عليه السلام على بيوتاتها وجوامعها ومساجدها ودوائرها ،وتهددهم بالقتل والثبور وقد فعلت هذا أمام مرأى الناس كلهم في أكثر من مكان ،(قبل يومين أنزلت سيطرة للميليشيات عريس وعروسته في نينوى بالقرب من كراج الشمال من موكب الزفاف وقامت بضربهم وأهانتهم وسب الصحابة وسيدتنا عائشة أم المؤمنين في واقعة مخزية طائفية تنم عن حقد وتخلف كما فعلته مع المهندس البريطاني في الرميلة قبل أيام ،أما السيناريو الأمريكي في المنطقة هو التخلي عن الأنظمة العربية وتركها للغول الإيراني النووي ونزوعه نحو التوسع والتمدد ألصفوي في الدول العربية (لبنان العراق سوريا والبحرين والإمارات واليمن والسعودية ومصر والكويت وغيرها ) لإقامة الإمبراطورية الفارسية الشيعية ،لذلك خذلت أمريكا حلفاءها في السعودية والبحرين وبقية دول الخليج العربي ومصر وتونس ،نعم أمريكا خذلت الأنظمة العربية وباعتهم لإيران كما باعت العراق ،فالثورة السورية ومنذ ثلاث سنوات تقاتل نظام الأسد الدموي بدون غطاء دولي ودعم دولي بالرغم من ادعاء الغرب وأمريكا بأنهم يدعمون الثورة ويريدون إسقاط نظام بشار الأسد ،بعيدا عن تسليح المعارضة السورية وفضلت أمريكا شعار الكيماوي مقابل البقاء في الحكم ،وهكذا الآن تفعل مع ملالي وحكام طهران نفس السيناريو وترفع شعار( النووي مقابل الهيمنة الإيراني على المنطقة وإطلاق يدها في القتل والتدمير والنهب في العراق عن طريق ميليشياتها الطائفية ،الأنظمة العربية كشفت هذا السيناريو الأمريكي وتحولت 180درجة نحو روسيا فهرولت السعودية وبعدها مصر وحكومة نوري المالكي تستجدي السلاح منها ،بالرغم من أن روسيا هي الحليف الإستراتيجي لإيران في المنطقة بسبب النفط والغاز الإيراني لروسيا بسعر التراب ،وكما هو معروف للجميع روسيا دائما تبيع حلفاءها مثل أمريكا، بسبب المصالح وتطبيقا لشعار لا توجد صداقات أو عداوات دائمة توجد مصالح دائمة ،لذلك فالأنظمة العربية تقع دائما في الفخ أما الأمريكي أو الروسي، ولا تتعظ منهما ،وقد فتحت لهما خزائنها ونفوطها وأجواءها وأراضيها، لتقول لهم تفضلوا خذوا العراق على طبق من ذهب، لتقع في المصيدة وتهان كرامة امة بكاملها جراء العبث والغباء وقصر النظر بمستقبل الأمة العربية ،انظروا أمريكا وبعد تدمير العراق وإخراجه من التوازن الدولي والإقليمي ،ماذا فعلت بالعرب لقد أذلتهم وحشرتهم في زاوية يستحقونها فعلا ……..

About this publication