Kerry and the Fulfillmentof a Latin American Agenda

<--

كيري وإتمام أجندة أميركا اللاتينية

تاريخ النشر: السبت 14 ديسمبر 2013

عندما سألت وزير الخارجية الأميركي جون كيري لماذا لا تعطي إدارة أوباما أميركا اللاتينية سوى القليل من الاهتمام، اعترف أن أكبر مبادرة للولايات المتحدة في المنطقة – وهي عبارة عن برنامج شامل للتبادل الطلابي- قد تأخرت عن موعدها.

وخلال المقابلة التي أجريتها معه لصحيفة “ميامي هيرالد” وشبكة “سي. إن. إن” باللغة الإسبانية، رفض كيري أيضاً الانتقادات التي وجهت إليه لأنه أمضى وقتاً قليلًا في المنطقة.

ووفقاً للموقع الإلكتروني للخارجية الأميركية، فإن “كيري” قد قام بـ 19 رحلة خارجية منذ توليه منصبه في شهر فبراير، زار خلالها أميركا اللاتينية مرتين فقط.

وقد زار كيري، من خلال منصبه وزيراً للخارجية، 36 دولة لكنه لم يقم بزيارة المكسيك، وهي الدولة التي تعتبر لأسباب عديدة – منها التجارة والهجرة والمخدرات والطاقة والبيئة- واحدة من علاقات الولايات المتحدة الأكثر أهمية في العالم.

وبسؤاله عن الوقت القليل الذي أمضاه في أميركا اللاتينية، قال “كيرى” إن النقاد الذين ينظرون إلى هذا الأمر كعلامة على منح المنطقة القليل من الاهتمام “مخطئون تماماً”، واضاف أن “أحد الأسباب التي جعلتني أقوم بـ 19 زيارة الى أماكن أخرى، وزيارتين فقط لأميركا اللاتينية هي أننا لدينا علاقات قوية جداً مع أميركا اللاتينية، والتي تمضي، على ما أعتقد، بشكل فعال للغاية”.

وأوضح “كيري” أنه كان يتعين عليه أن يتعامل مع الأزمات في ايران وسوريا، إلى جانب أزمات أخرى. وقال “هناك اضطرابات أكثر في هذه البقع من العالم، حيث نواجه بعض الأزمات الفورية”. وأكد أنه زار البرازيل وكولومبيا، وأنه اضطر الى الغاء زيارة مقررة الى المكسيك بسبب ظرف طارئ، وأضاف “ولكننا نعتزم الذهاب”، وفيما يتعلق بالقضية الأكثر أهمية، والتى تتعلق بما إذا كانت إدارة أوباما قد انتهجت سياسة طموحة نحو أميركا اللاتينية، أشار “كيري” إلى أن الولايات المتحدة لديها 12 اتفاقية حرة مع الدول في المنطقة، ومن بينها المكسيك وكندا.

ومع التأكيد على أن واشنطن لديها بالفعل علاقات تجارية حيوية مع أميركا اللاتينية، إشار كيري الى أن هذه الاتفاقيات التجارية المنفصلة يمكن تعزيزها وتوسيع نطاقها.

لكن رئيس الدبلوماسية الأميركية اعترف أن أكثر مبادرات ادارة أوباما طموحاً في المنطقة – مضاعفة عدد الطلاب الذين يشملهم برنامج التبادل الطلابي بين الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية بحلول عام 2020 الى 100 ألف طالب – قد تأخرت عن موعدها.

“ليس المهم أين نريد تنفيذ هذا البرنامج، إننا نريد تنفيذه على نحو أفضل. علينا مضاعفة العدد لتلبية أهداف الرئيس” حسبما قال كيري، مشيراً الى وجود نحو 67 ألف طالب من أميركا اللاتينية في الكليات الأميركية، ونحو 45 ألف طالب أميركي في كليات أميركا اللاتينية. ووفقاً لتقرير وزارة الخارجية الأميركية الذي صدر تحت عنوان “الأبواب المفتوحة،” فإن عدد الطلاب الآسيويين القادمين إلى الجامعات الأميركية من الصين والهند وكوريا الجنوبية يشهد ارتفاعاً بوتيرة أسرع مقارنة بعدد طلاب أميركا اللاتينية.

يوجد ما يقرب من 490 ألف طالب آسيوي في الكليات الأميركية، وقد ارتفع عددهم بنسبة 7.3 بالمئة خلال العام الماضي. وبالمقارنة، يبلغ عدد الطلاب القادمين من أميركا اللاتينية إلى الكليات الأميركية 67 ألف طالب، بينما لم يرتفع هذا العدد إلا بنسبة ضئيلة بلغت 3.8 بالمئة، وفقا لما جاء بالتقرير.

وقال كيري إن الأمر استغرق بعض الوقت لتنفيذ البرنامج منذ أعلن عنه أوباما منذ عامين، لكن الأمر يتطلب جهداً تعاونياً معقداً مع القطاع الخاص والجامعات، الأمر الذي يستغرق وقتاً حتى يبدأ في تنفيذه. وزارة الخارجية تقوم بجمع الأموال من الشركات والمؤسسات متعددة الجنسيات لدفع جزء كبير من تكاليف البرنامج.

يقول كبار مساعدي “كيري” إن مبادرة الـ100 ألف بين الأميركيتين ستحصل على دفعة كبيرة في شهر يناير بمجرد أن تبدأ منظمة “اليانزا” التي أنشأت مؤخراً في تقديم أولى منحها للكليات في هذا الجزء من العالم لتسريع عملية التبادل الطلابي.

وهذه المنح، التي تتراوح قيمتها بين 25 – 70 ألف دولار، لن تذهب مباشرة إلى الطلاب، ولكن إلى الكليات التي ترغب إما في الاشتراك في برامج التبادل الطلابي، أو زيادة عدد حالات التبادل. وتعتبر “اليانزا” مؤسسة خاصة مدعومة من قبل وزارة الخارجية الأميركية، والتي تهدف إلى المساعدة في تسهيل انتقال الطلاب في هذا الجزء من العالم.

وقد قامت نحو 240 كلية عبر الأميركتين بالاشتراك للحصول على هذه القروض، نصفهم تقريباً من أميركا اللاتينية، حسبما ذكر مسؤولون أميركيون.

وبالنسبة لي، فانني أرى أن “كيري” ربما كان لديه وجهة نظرن عندما قال إنه لم يكن بمقدوره السفر كثيراً إلى أميركا اللاتينية، لأنه كان عليه أن يتعامل مع أزمات دولية عاجلة في أماكن أخرى من العالم.

ولكنه إذا كان يريدنا أن نصدق أن إدارة أوباما تنتهج سياسة استباقية نحو أميركا اللاتينية، فإنه ينبغي على الأقل إعطاء دفعة قوية إضافية لـ«برنامج 100 ألف» للتبادل الطلابي.

كما حان الوقت لأوباما أن يشرك نفسه ويعتلي المنبر، وأن يدعو الشركات والمؤسسات الأميركية للمساهمة في هذا المشروع. وخلاف ذلك، فإن أهم مبادرة لأوباما في المنطقة – وقد يقول البعض إنها المبادرة الوحيدة – لن تحقق أهدافها.

About this publication