مـاذا حـقـق كـيــري؟؟
الأثنين، 9 ديسمبر/كانون الأول، 2013
رشيد حسن
توقف كثيرون من المعنيين بمتابعة الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني عند عبارة وزير الخارجية الاميركية وهو يغادر مطار اللد عائدا الى واشنطن “ لم يسبق ان اقترب الطرفان من تحقيق السلام أكثر مما هو قائم اليوم” فوجدوا بعد التدقيق في وقائع وتصريحات الطرفين:الاسرائيلي والفلسطيني، ان الوزير الاميركي لم يحقق شيئا ، رغم ان تصريحه المشار اليه يوحي بذلك، ولقد فشل فشلا ذريعا في تحقيق الاختراق المطلوب، رغم الضغوط الهائلة التي مارسها على الجانب الفلسطيني.
فالسلطة الفلسطينية اعلنت رفضها للخطة الامنية التي اقترحها الجنرال جون الان ووصفتها بانها “احتلال دائم”
ورفضت ايضا الخطة الاقتصادية واعتبرتها “ملهاة”.. لاشغال الشعب الفلسطيني وحرفه عن تحقيق اهدافه الوطنية في زوال الاحتلال واقامة الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين.
القناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي كشفت جانبا من الخطة الامنية ، التي طرحها الجانب الاميركي على الرئيس الفلسطيني، وهي خطة غامضة بالمجمل العام ، تقوم على خدمة الاهداف الصهيونية من حيث تبادل الاراضي ، وابقاء أكثر من 90% من المستوطنات تحت السيطرة الاسرائيلية، وهي تشير الى القدس الكبرى بكلام غامض، اذ بوسع الفلسطينيين ان يقولوا أنهم حصلوا على عاصمتهم في شرق القدس، في حين بوسع الاسرائيليين القول ان عاصمة الفلسطينيين فعلا هي في ابو ديس، ولا يتوقف الامر عند هذا الحد بل تشير الاقتراحات الاميركية الى قبول الفلسطينيين “بعدم اغراق اسرائيل باللاجئين”، في حين يكون لاسرائيل تواجد دائم على حدود الدولة الفلسطينية .
جريدة السفير اللبنانية في عددها الصادر بالامس ، تشير استنادا الى مصادر فلسطينية “ان كيري لم يعرض على عباس مقترحات نهائية ، وان عباس ركز على وجوب أن تعمل واشنطن على منع اسرائيل من هدم المفاوضات ، من خلال قتل الفلسطينيين وهدم منازلهم واستمرار الاستيطان”.
ومن هنا فكيري لم يحقق الاختراق المطلوب ، وان المفاوضات لا تزال تراوح مكانها منذ اربعة اشهر . وان الذي حققه هو منع انهيارها ، وقد فشل في اقناع الرئيس الفلسطيني في رفع مستوى التفاوض، وجعله على مستوى القمة.
وبوضع النقاط على الحروف ، نستطيع ان تؤكد ان زيارة كيري هذه كانت مكرسة لهدفين لا ثالث لهما :
الاول: الضغط على قيادة السلطة الفلسطينية وابتزازها ، للموافقة على الخطة الامنية والاقتصادية الاميركية ، وهما خطتان تخدمان مخططات العدو ، واهدافه التوسعية .
الثاني : التأكيد على موقف الولايات المتحدة الاميركية باعتبارها امن اسرائيل جزء لا يتجزء من الامن الاميركي ، وعدم السماح لايران بانتاج سلاح نووي.
باختصار…. فشل كيري في تحقيق اختراق المطلوب ، واثبتت هذه الزيارة ان واشنطن منحازة للعدو، وتعمل على ابتزاز السلطة ، ودفعها للتفريط بالحقوق والثوابت الفلسطينية ، ما يستدعي وقف هذه المفاوضات العبثية التي تصب في مصلحة العدو . وتفجير الانتفاضة الثالثة كسبيل وحيد لتحرير الارض واقامة الدولة والعودة ، وسوى ذلك فهو مزيد من الضياع.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.