The American Correspondent

<--

سألنى مراسل جريدة «وول ستريت جورنال» الأمريكية الزائر عن تجربة التعامل مع سلفيى حزب النور داخل لجنة الـ50، فقلت إن ممثل الحزب فى اللجنة كان مخالفاً فى الرأى فى الكثير من الأوقات، لكنى لا أستطيع أن أقول إن وجوده داخل اللجنة كان معوقاً.

وبدت على المراسل الزائر أمارات الدهشة، فربما كان يتوقع ألا أبدى ارتياحاً لوجود ممثل ما يسمى الإسلام السياسى داخل اللجنة، أو أن أشكو له من محاولاته فرض رأيه بالقوة، أو أن أعدد له المواد التى فرضها على بقية الأعضاء، فقلت له: دهشتك تدهشنى، فقد صدعتم أدمغتنا بضرورة أن نعمل على إشراك من يسمون أنفسهم «الإسلاميين» فى العملية السياسية، وحين نفعل ذلك تبدون دهشتكم لأننا لا نشكو من ذلك.

فقال لى: لكنى سمعت كلاماً منسوباً لأعضاء من اللجنة بأن بعض عبارات الديباجة قد تم تغييرها بعد التصويت، إرضاء لحزب النور.

قلت: هذا الكلام عار تماماً عن الصحة، فالدستور كله، بما فى ذلك الديباجة، لم يتم تغيير حرف منه بعد التصويت، وقد كان التصويت مذاعاً على الهواء فى بث مباشر على المواطنين جميعاً، وما تم قراءته فى تلك الجلسة هو ما تمت طباعته كى يجرى عليه الاستفتاء

فوجّه لى سؤالاً مباشراً: هل تريد أن تقول إنك سعيد بمشاركة السلفيين معكم فى اللجنة؟

فقلت: كلما نظرت إلى ما يفعله تنظيم الإخوان من أعمال إرهابية ضد المواطنين وتفضيلهم العنف على العمل السياسى، شعرت بسعادة لا شك فيها بأن بعض القوى السياسية المعارضة اختارت أن تلتزم بقواعد الممارسة الديمقراطية، وأن تشارك فى العمل السياسى بشكل طبيعى.

ثم أضفت: صحيح أن البعض يقول إن تلك مناورة وقتية، وإن السلفيين سيعودون فى أول فرصة إلى الانحياز للإخوان، لكننا لا يمكن أن نأخذ الناس بالظنون، وطالما أن هناك من يلتزم رسمياً بقواعد الممارسة الديمقراطية السليمة فليس هناك مبرر لإقصائه.

وبعد لحظة صمت قلت له: ربما أنك لم تجد عندى ما كنت تبحث عنه، لكنى أعطيتك الحقيقة.. إن كان ذلك هو ما تريدون نقله فى الصحافة الأمريكية.

About this publication