ما وراء الأخبار.. هل تتوقف أمريكا عن دعم الإرهاب؟
ما الذي استجد في موقف الإدارة الأمريكية تجاه الأزمة في سورية؟ سؤال يطرح نفسه بقوة بعد أن دعت وزارة الخارجية الأمريكية لوقف دعم «دولة العراق والشام الإسلامية» و«جبهة النصرة» وكذلك وقف تدفق المسلحين إلى سورية.
لقد كانت الإدارة الأمريكية ومازالت أول من يعلم خفايا الأمور، وتطور الأحداث، والتزايد المضطرد للإرهابيين، كما تعلم هذه الإدارة جيداً مصادر الأسلحة والمال، وحتى الإرهابيين وخطوط سيرهم باتجاه ما سموه لهم بأرض الجهاد، وهي تعرف من ارتكب الجرائم منذ شهر آذار 2011 وهي كذلك متأكدة من أن التفجير المزدوج بالسيارات المفخخة بدمشق الذي تزامن مع مباشرة فريق المراقبين العرب لعمله في سورية كان من صنع القاعدة، و كذلك العمليات الإجرامية التي تتالى تنفيذها في دمشق وحمص وحلب وإدلب ودير الزور، وخاصة أن التنسيق الاستخباراتي والعسكري وحتى المالي الأمريكي وصل إلى أشده مع تركيا والأردن والسعودية وقطر ومع بعض الأطراف اللبنانية، لكن أمريكا كما عودت العالم تقتل القتيل وتمشي بجنازته، كما تصنّع العميل وتستثمره أبشع استثمار ومن ثم تنفض يدها منه بعد أن تكون قد اعتمدت على عميل آخر، أو تجري عمليات تضليل وتجميل للعميل السابق ليتم تسويقه واستثماره على الساحة السياسية والعسكرية مرة أخرى.. أمريكا هذه التي سحبت يدها ظاهرياً من دعم «داعش وجبهة النصرة» وأوصت حكام الدول المشتركة في تصنيع ودعم وإرسال الإرهابيين بالتوقف عن ذلك تحاول الآن أن تظهر نفسها متجاوبة مع متطلبات «جنيف2».. فإذا كانت صادقة في توجهاتها وتوجيهاتها لحلفائها بالتوقف عما يفعلونه فإن ذلك سينعكس فوراً على مسار الأزمة في سورية وسيمكّن مؤتمر «جنيف2» من إنجاز الهدف الأهم ألا وهو محاصرة الإرهابيين ومواجهتهم مع فسح المجال للمسار السياسي.. أما إذا كانت تفعل ذلك لتسوق ما سموه الجبهة الإسلامية التي صنعها السعوديون كبديل عن «داعش_ جبهة النصرة» فإن أمريكا تقامر ليس بمستقبل المنطقة وإنما بمستقبل العالم الذي بات في مواجهة مفتوحة مع التنظيمات الإرهابية لأن تلك التنظيمات الجديدة أشد إجراماً وتطرفاً من القاعدة ذاتها، والدليل على ذلك ما فعلته ما تسمى «الجبهة الإسلامية» وما ارتكبته من مجازر بمدينة عدرا العمالية.
لقد بات العالم أجمع ينتظر موقفاً أكثر موضوعية من الإدارة الأمريكية تتبرأ فيه من تلك التنظيمات ومن الدول الداعمة لها، وإلا فإن على دول العالم وشعوبه أن تواجه أمريكا وتعاملها كبلد إرهابي ذلك لأن سياساتها عبر العقود الثلاثة الماضية وعلى الرغم من تظاهرها بمحاربة الإرهاب حوّلت العديد من دول العالم الآمنة إلى دول يفتك الإرهاب بشعوبها واقتصادها وبناها التحتية.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.