Since It Is ‘Worthless’

<--

بما أن اتفاق الإطار الذي جاء به وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى فلسطين المحتلة “عديم القيمة”، كما رأت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، فلماذا لا يتم رفضه صراحة؟ ولماذا لا يتم اللجوء إلى استراتيجية بديلة؟ أم أنها غير موجودة؟

تصريح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه بأن “اتفاق الإطار يقيد السيادة الفلسطينية”، وأنه مجرد ورقة “عديمة القيمة”، سيدفع كثيرين إلى انتظار الخطوة الفلسطينية المقبلة، وما إذا سيتم اتخاذها سريعاً، بحيث يسمع كيري بأذنيه الرد على مقترحه المهلهل، وورقته التي تنبض بالانحياز التام لرغبات الاحتلال وأوامره، وبحيث يوقف هذا العبث الأمريكي غير المسبوق، المتستر برداء الوساطة .

بما أنها عديمة القيمة فالمنتظر ألا يتم التعاطي معها ولا الاستماع لعناصرها، وبما أنها عديمة القيمة فلا بد أن يكون الرد جاهزاً وواضحاً وغير قابل للتأويل، وبما أنها عديمة القيمة، فإنها توصّف بالتالي حالة مسيرة التسوية منذ أكثر من عشر سنوات، ومنذ باتت العملية كلها مجرد منح واشنطن الفرصة تلو الأخرى للاحتلال لتثبيت الوقائع على العرض والمضي في مسلسل كسب الوقت على حساب الحقوق الفلسطينية الثابتة .

الاتفاق الإطار الموصوف في تصريحات الأطراف جميعها، ليس بحاجة إلى نشر أو تعميم على وسائل الإعلام، فالرسالة مقروءة من العنوان، والعنوان يتمثل في تلبية إملاءات “إسرائيل”، وإطالة أمد الأخذ والرد، وعدم محاولة التوصل إلى أي شكل من أشكال الاتفاق، وهذا بالتالي ما تعبر عنه مسيرة التسوية منذ استئنافها قبل أشهر، وما تؤكده الوقائع المتتالية، ومن بينها التوسع الاستيطاني غير المسبوق، وتصاعد حدة الهجمة التهويدية بحق القدس المحتلة وحرمها الشريف، إلى جانب استمرار وتصاعد وتيرة الجرائم الميدانية التي يرتكبها الاحتلال وجنود وقطعان المستوطنين المتطرفين بشكل يومي ضد كل ما هو فلسطيني .

هذه الورقة الضعيفة والملتبسة وشديدة الانحياز تكشف في أحد أهم جوانبها تراجعاً أمريكياً على أكثر من صعيد، ففي السابق كانت واشنطن تخضع لإملاءات الكيان، لكنها كانت تملي عليه أحياناً، أما حالياً فالواضح أن إدارة أوباما أعجز من أن تفرض أمراً على مستوى داخلي، فماذا إن كان في مواجهة الحليف العضوي، ولوبياته ومجموعات الابتزاز الخاصة التي ينشرها في هرم صنع القرار الأمريكي من قاعدته حتى القمة .

المنتظر رد واضح وصريح، رفض لا يدع مجالاً لكيري وإدارته للمناورة أو كسب المزيد من الوقت، ولا يدع مجالاً لكيان العنصرية والإرهاب المنظّم لمزيد من الجرائم تحت ستار التفاوض، المطلوب رفع الغطاء التفاوضي عن الاحتلال، والتحرك في وجهات أخرى، الأكيد أن واشنطن لن تكون إحداها .

حكومات الكيان المتعاقبة استفادت من الانحياز الأمريكي، وانخراط واشنطن في شؤون التسوية بطريقة ترضيه وتلبي مشاريعه ومخططاته، والأكيد أن حكومة بنيامين نتنياهو التي تضم في ثناياها أشد المتطرفين وأكثرهم إرهاباً لن تكون إلا استنساخاً سيئاً لأسوأ مضى، ولن تتحرك في أي اتجاه، سوى ذاك الذي يحقق للصهيونية مبتغاها وأهدافها .

About this publication