In 2014 More Powder Will Wash Away from America’s Face

<--

2014 .. وستذوب بقية المساحيق عن وجه أميركا !!

شؤون سياسية

السبت 4-1-2014

دينا الحمد

لا تزال صورة الولايات المتحدة الأميركية في أذهان الرأي العام العالمي هي صورة الدولة الباطشة والمؤيدة للإرهاب والناشرة للفوضى في العالم بسبب سياساتها الإمبراطورية القائمة على تحقيق مصالح شركاتها الاحتكارية،

واليوم تبدو صورة الدولة الأميركية في أسوأ حالاتها مقابل تحسن صورة أعدائها مثل الصين وروسيا، فما هو السبب الجوهري وراء رسوخ مثل هذه الصورة ولماذا فشلت إدارة أوباما في تغييرها رغم تلميحها غير مرة بأنها ترفض سياسات التدخل والغزو التي اعتمدتها الإدارات السابقة وخصوصاً إدارة بوش الابن ؟!.‏

لا تحتاج الإجابة عن هذا السؤال المهم إلى كثير عناء لتفسير مفرداتها وفك شيفرتها ولا تحتاج إلى فك ألغازها فهي واضحة وضوح الشمس في عز الظهيرة، فالولايات المتحدة سجلها حافل بانتهاك حقوق الإنسان في مشرق الأرض ومغربها وهي إن تدخلت بذريعة الدفاع عن هذه الحقوق فإنها قتلت الملايين من البشر وشردت مثلهم ودمرت دولاً وشعوباً بأكملها تحت هذه الذرائع المزيفة.‏

وإذا حاولنا الإبحار في سياسة الولايات المتحدة لوجدنا العراق مثالاً صارخاً في تلك الانتهاكات فبعد أن ضللت واشنطن العالم بامتلاك هذا البلد لأسلحة الدمار الشامل فإنها قامت بغزوه وقتلت وشردت الملايين من أبنائه ودمرت جيشه ومؤسساته وأعادته عشرات السنين إلى الوراء.‏

والأمر ذاته انسحب على أفغانستان حيث خلفت آثار غزوه من قبل الولايات المتحدة عشرات الألوف من القتلى والمشردين وأدخلت البلد في أتون فوضى خلاقة باسم محاربة الإرهاب والقضاء على تنظيم القاعدة مثلما انسحب أيضاً على التدخل اليومي الذي تنفذه طيارات دون طيار في باكستان وقتلها للأبرياء من المدنيين بحجة ملاحقة عناصر طالبان هناك.‏

وإذا اتجهنا نحو المنطقة العربية فحدث ولا حرج حيث استغلت الولايات المتحدة الاحتجاجات التي حدثت في أكثر من دولة عربية وركبت موجة الاصلاح والتغيير المزعوم فعاثت فساداً في طول الوطن العربي وعرضه من تونس غرباً إلى سورية شرقاً مروراً بليبيا ومصر واليمن والسودان الذي أصرت على تقسيمه إلى دولتين لتحقيق مصالح ربيبتها إسرائيل وإحداث الفتنة بين دول حوض النيل.‏

أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فانتقلت الولايات المتحدة في عهد إدارة أوباما من مرحلة خطيرة في دعم الكيان الإسرائيلي والتستر على جرائمه وإرهابه إلى مرحلة أخطر وهي التكفل بالأمن الإسرائيلي بشكل مطلق وفي الآن ذاته الضغط على الفلسطينيين للقبول بنظرية «يهودية إسرائيل» والتخلي عن حق العودة والقبول بنتائج الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة.‏

وتأبى إدارة أوباما أن تودع العام 2013 دون أن يكون سجلها في التجسس على الآخرين وفي مقدمتهم حلفاؤها الأوروبيون هو الأعلى في العالم، فلم يسبق لدولة أن قامت بالتجسس على رؤساء دول حليفة لها كما فعلت الولايات المتحدة الأميركية هذا العام ناهيك عن سطوة هذه الدولة على أجهزة الأمم المتحدة وفي مقدمتها مجلس حقوق الإنسان لأخذه بعيداً عن المهمة التي وجد من أجلها، وخدمة سياسات استعمارية بعينها.‏

وبعد كل هذا الإرهاب والقتل والتضليل والكذب والخداع على الرأي العام العالمي يخرج مسؤولو الإدارة الأميركية ليتحدثوا باستخفاف ومن على منابر الأمم المتحدة عن الحرية والعدالة والسلام والكرامة مشددين على سيادة الدول والشعوب وحقها بالحياة والديمقراطية متناسين الظلم الذي مارسوه على الشعوب والدعم اللامحدود للقتل والإرهاب الإسرائيلي العنصري.‏

والمفارقة الأخرى في هذا المجال أن إدارة أوباما ماانفكت تتحدث عن أسلحة الدمار الشامل في هذا البلد أو ذاك وتتجاهل امتلاكها لترسانة هائلة من الأسلحة النووية التي ترفض تدميرها وتفكيكها وتتجاهل ترسانة الكيان الإسرائيلي التي تتجاوز أكثر من ثلاثمئة رأس وقنبلة نووية تهدد بها المنطقة والعالم.‏

واليوم تذوب المزيد من المساحيق التي حاولت إدارة أوباما طلاءها على وجهها وسيظل العالم يرى في أميركا صورة البلد الذي يفتك بالشعوب ويدعم الإرهاب خدمة للمصالح الاحتكارية ولن تنفع كل وسائل الكذب وسبل التضليل الإعلامي والسياسي في تغيير الصورة.‏

About this publication