ولأن أمريكا تعانى الأرتكاريا من الإرهاب بالذات.. فقد دست أنفها فى الشؤون الداخلية لبلاد الدنيا.. تفتش عن الجذور والمنابع.. وبالأمس فقط أعلنت أن جماعة أنصار الشريعة فى ليبيا وتونس جماعة إرهابية محظور التعامل معها.. ليه يا خواجة؟! لأنها عرضت مصالح الأمريكيين للخطر.. فى ليبيا شاركت فى الهجوم على السفارة.. وفى تونس تورطت فى هجمات ضد المدرسة الأمريكية.. وعليه صارت جماعة إرهابية محظوراً التعامل معها.. وتستحق تجميد أموالها وأموال قادتها.. وممنوع على الشركات والمواطنين والحكومات فى العالم كله التعامل معها.. ومن يتلبس بالتعامل يخضع للعقاب!!
يعنى ممنوع الكلام والسلام.. كلامك معهم يستوجب العقاب.. وزعل أمريكا وحش شرس، لا يقبل المحاورة والهذار.. وقد أعلنت أمريكا بوضوح أسماء قادة الإرهاب.. وأكدت للعالم أنهم فى القوائم السوداء.. وأنها ستسعى للقصاص منهم فى أى دولة من دول العالم..!!
طيب وهل حصلت أمريكا على حكم من المحكمة؟! محكمة إيه يا سيد.. القرار صادر عن وزارة الخارجية بموجب معلومات من السى آى إيه.. يعنى القرار مخابراتى غير قابل للنقض والاستشكال!!
وهل حصلت على إذن أو تصريح من دول العالم يبيح لها تعقب المطلوب اغتيالهم!! إذن إيه يا أستاذ.. أمريكا قررت وعلى دول العالم السمع والطاعة!!
طيب والإخوان يا خواجة؟!.. لا الإخوان حالة خاصة.. جماعة الإخوان كانوا ضيوفا دائمين للسفارة بالقاهرة.. يشاركون فى الحفلات والاحتفالات والمشاورات والمداولات.. الإخوان يرعون المصالح الأمريكية.. بدليل أن أوباما أقام الدنيا ولم يقعدها عندما حظرت مصر الدولة نشاط جماعة الإخوان!!
لا تنس أبداً أن جماعة الإخوان لم تعرض حياة الأمريكيين للخطر.. وإن تعرضت حياة المصريين.. وليس المصرى كنظيره الأمريكانى.. وبوضوح وعلى بلاطة.. سعر الأمريكانى فى البورصة البشرية أعلى من سعر المصرى أو الأفريكانى أو الآسيوى.. ما إن يعطس الأمريكى حتى يعلن العم سام حالة الطوارئ.. فى حين أن الأمر ليس كذلك للجنسيات الأخرى!!
وخدعوك فقالوا إن أمريكا تكيل بمكيالين.. هى تكيل بمكيال واحد.. هو مكيال مصالحها.. والإخوان لم تمس مصالح أمريكا.. فلماذا تصنفها إذن كجماعة إرهابية؟!
وخيبتنا القوية أننا لا نتعلم من الأحداث حولنا.. وأمريكا لم تنتظر حكم المحكمة لإصدار قرارها السيادى.. وعندما يتعلق الأمر بمصالحها تتخذ القرار.. ثم تبحث له عن غطاء أخلاقى.. واضرب رأسك فى الحيط.. وهل انتظرت أمريكا يوم ضربت العراق قرارا من مجلس الأمن! هى شكلت تحالفا مع الأصدقاء وخلاص.. وهل امتثلت لحكم القضاء الواضح والصريح بإغلاق معتقل جوانتانامو..؟!
والرسالة واضحة كالشمس لإخواننا فى مصر.. إلى حزب النور مثلاً.. الذى يعلن بوضوح أنه ضد تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية.. بحجة أن القرار وزارى لم يصدر من المحكمة.. والرسالة أيضا إلى ياسر برهامى الذى يرفض حل حزب الحرية والعدالة حتى يصدر حكم نهائى من المحكمة.. وليس مجرد حكم من القضاء الإدارى.. يعنى عليك بالانتظار حتى مراحل الاستئناف والنقض والطعن والاستشكال.. وموت يا حمار!!
الأحوال عندنا تختلف.. وحكومتنا هى حكومة رد الفعل.. لا تبادر بالهجوم أبداً.. هى تتلقى الضربات الأولى والثانية والعاشرة قبل أن ترد.. عندنا معلهش هو القانون.. والمسامح كريم هو المبدأ.. والإرهابيون يعرفون الفولة ويلعبون فى المضمون ويفرضون قانونهم السرى.. والخيبة أنهم يجدون من يصدقهم ويردد حججهم من النخبة والحكام..!
نحن لا نطالب بتطبيق المعايير الأمريكانى فى التعامل مع الإرهاب.. ونكتب هذا الكلام فقط على سبيل الدردشة أو الفرفشة.. لأننا لن نخرج أبداً عن السياق العام والثقافة المصرية وتقاليدنا الموروثة.. حيث بات مغلوب ولا تبات غالب.. ويا بخت من قدر وعفى.. والعدو الذى تعرفه.. أحسن من الصديق اللى ما تعرفوش!!
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.