America: A Pain in the Back!

<--

أميركا .. ألم في الظهر !

البقعة الساخنة

الاربعاء12-3-2014

خالد الأشهب

إذا كان لبعض المتغيرات والتفاصيل في الحدث السوري وما حوله , مثل غياب السفير الأميركي السابق في سورية روبرت فورد وكذلك إنهاء مهمة السعودي بندر بن سلطان نهائياً في هذا الحدث , أن تدلل في رأي الكثيرين من المراقبين والمتابعين على تغيير ما حقيقي في موقف قادة الغرب ودوله وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية تجاه ما يجري في سورية, فإن من البدهي أن ينسحب مثل هذا التغيير أيضاً إلى ملفات وأحداث أخرى بوصفه تغييراً استراتيجياً استوجبته الحسابات الخاطئة والمعلومات الناقصة والافتراضات الوهمية !

غير أن مواقف الغرب وأميركا تحديداً لم تشهد بعد مثل هذا السحب والتعميم على الأحداث الأخرى كالحدث الأوكراني مثلاً , رغم أن الركن الروسي ومن اصطف إلى جانبه في الحدث السوري تجاه الغرب وعنجهياته حاضر في الحدث الأوكراني , وحاضرة إلى جانبه اصطفافاته ذاتها , وكما لو أن الدرس السوري لم يصل بعد , والعقل السياسي الغربي لم يستقبله أو يتقبله كما يجب ويفترض به , ما يدل على أن هذا العقل والجزء الأميركي منه خاصة بما هو عليه من أفكار وسياسات واستراتيجيات , اكتسبها وتمثلها خلال حقبة الهيمنة والتسلط على العالم , لا يزال عاجزاً عن فهم حقائق التغيير على الأرض , ولا يزال عاجزاً عن تقبل فكرة حضور الند الروسي ومن يصطف إلى جانبه كالصين ودول البريكس وغيرها.‏

ولعل هذا العجز هو ما يقود الغرب الأميركي والأوروبي اليوم , إلى ارتكاب الكثير من الحماقات السياسية والارتكابات غير المبررة وغير المفهومة في التعامل مع الحدث الأوكراني ومع الحضور الروسي والمشرقي عموماً في هذا الحدث .. تماماً كما في الحدث السوري الجاري , وكما لو أن الغرب لا يزال يعيش حقبة التسعينات من القرن الماضي , الأمر الذي يتسبب بالكثير من الآلام والمعاناة لشعوب تقع في الوسط من ميدان التنافس القطبي العالمي الجديد !‏

لقد تسبب الغرب عامة وأميركا خاصة , وعبر سياساتهما في الهيمنة والتسلط والغزو والاحتلال والنهب المنظم وافتعال الثورات المزيفة ونشر الفوضى , تسبب بألم مستديم للكثير من شعوب العالم ومجتمعاته والعربية منها خاصة , تحول إلى ألم دائم في الظهر لا تجدي معه المعالجات الطارئة والمسكنة , بل الجراحات التي تستأصل العلة وتجتث جذورها ؟‏

About this publication