America's Allies: Angry and Regretful

<--

حلفاء أميركا.. نادمون وغاضبون

FacebookTwitter

طباعةZoom INZoom OUTحفظComment

الاثنين 24 آذار / مارس 2014. 12:08 صباحاً

ثمة شعور بالخيبة والمرارة لدى أوساط النخب الحاكمة في بلدان عربية وخليجية على وجه الخصوص، من سياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة. موقف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما من الأزمة في سورية، كشف عن مشاعر غبن دفينة، تطال حتى سياسات الإدارة الجمهورية السابقة برئاسة جورج بوش الابن الذي انتهج طريق الحرب في العراق وأفغانستان، ولقي دعما كبيرا من دول الخليج على وجه التحديد.

اليوم، لا يتردد بعض الساسة الخليجيين في التعبير عن ندمهم لدعم جهود أميركا لإسقاط نظام صدام حسين. إنهم يقولونها علنا: ماذا كانت النتيجة؟ العراق أصبح في قبضة إيران بعدما كان سدا في وجه أطماعها، ودول الخليج باتت مكشوفة أمام الخطر الإيراني.

إدارة أوباما في وضع اسوأ بكثير؛ فهي في نظر هؤلاء عاجزة في سورية، ومستسلمة أمام قوة ونفوذ روسيا المتصاعدين في الشرق الأوسط. وأكثر من ذلك، فإن هذه الإدارة ماضية في عقد صفقة تاريخية مع إيران، على حساب حلفاء أميركا الخليجيين.

مثل هذه الاتهامات ويزيد، سيسمعها أوباما في السعودية نهاية الأسبوع الحالي. في هذه الزيارة، سيحاول الرئيس الأميركي ترميم العلاقات المتدهورة مع دول خليجية. لكن، ماذا بوسعه أن يحتوي من مرارة؟ السعودية نفسها غاضبة، والبحرين منزعجة من انتقادات الإدارة الأميركية وانفتاحها على المعارضة الشيعية، فيما قطر مذهولة من التردد الأميركي في سورية، والإمارات تريد دعما أميركيا كاملا للمشير عبدالفتاح السيسي في مصر، وشراكة في الحرب على الإخوان المسلمين.

لكن مقاربة الدول الخليجية حيال السياسة الأميركية تنطوي على قدر من التناقض العجيب؛ خيبة من نتائج احتلال العراق، وغضب من عدم التدخل العسكري في سورية!

الخليجيون، ومعهم بعض العرب، لا يريدون أن يفهموا أو يتقبلوا التغيير الحاصل في السياسة الخارجية الأميركية، والمقاربة الجديدة لأوباما؛ الشرق الأوسط لم يعد مركز الاهتمام الرئيس عند صانع السياسة في واشنطن. باستثناء أمن ومصالح إسرائيل، لا يوجد خط أحمر أميركي في الشرق الأوسط. والاهتمام بالملف الإيراني نابع، بالدرجة الأولى، من الحرص على أمن إسرائيل، وحاجة الولايات المتحدة لتسويات إقليمية أكبر تتصل بمصالحها العليا.

إدارة أوباما، وبخلاف إدارات سابقة، تنظر للعالم الخارجي بمنظار المصالح الداخلية البحتة، كما يعرفها المواطن الأميركي المسكون بأولويات اقتصادية ومعيشية مباشرة، بعد أزمة اقتصادية خانقة، وحروب خارجية خسرت فيها أميركا مئات مليارات الدولارات.

هناك من يراهن على تحول في السياسة الأميركية مع العودة إلى أجواء الاستقطاب والحرب الباردة بين روسيا وأميركا، بحيث يستعيد الحلفاء التقليديون لواشنطن في المنطقة مكانتهم التقليدية، في سياق حرص واشنطن على تدعيم جبهتها العالمية في مواجهة الحلف الروسي المتمدد.

على المدى القصير، وفي أجواء الأزمة الأوكرانية المشتعلة، يبدو مثل هذا التحليل منطقيا. لكن حتى يتحول إلى سياسة، فإنه يحتاج إلى وقت طويل. أميركا “ماكينة” سياسة ضخمة، إعادة توجيه المسار فيها لا تكون بالسهولة التي نشهدها في دول صغيرة تتبدل سياساتها بتبدل مزاج حكامها.

حتى نهاية ولاية أوباما الثانية، من المستبعد أن تتغير المقاربة الأميركية في الشرق الأوسط، مهما بلغ انفعال الحلفاء وغضبهم.

About this publication