American and European Hypocrisy

<--

يضغط الأمريكيون ليل نهار ومعهم الأوروبيون على الحكومة المصرية لكى لا تقصى أحدًا، وتشرك الجميع فى العملية السياسية خصوصا الإخوان المسلمين بحجج كثيرة منها أنهم فصيل مهم فى المجتمع وجاءوا للسلطة بالصندوق.

المفارقة الغريبة ان الأمريكيين والأوروبيين يضغطون بشدة الآن أيضا على الرئيس الفلسطينى محمود عباس لأنه تجرأ وجلس مع حركة حماس «الإخوانية أيضا» واتفق معها على تشكيل حكومة وفاق وطنى تنهى الشقاق الموجود بينهما منذ انقلاب حماس على السلطة واستيلائها على قطاع غزة منذ عام 2008.

يمكننا ان نتفهم سبب الوقاحة الإسرائيلية التى تعاقب السلطة الفلسطينية لأنها تجرأت وتصالحت مع حماس، لكن كيف نتفهم هذا النفاق وهذا الازدواج الأمريكى الأوروبى فى المعايير؟!.

كيف نصدق ان الغرب ديمقراطى فعلا ويؤمن بالحريات وحقوق الإنسان وهو يطالب بإشراك الإخوان فى العملية السياسية فى مصر، فى حين يصر على استبعادهم من أى مشاركة فى فلسطين؟!.

الإجابة على السؤال هى إسرائيل.. دائما فتش عن إسرائيل، ستجد أنها تقف دائما عند كل ما هو غريب ومريب فى السياسة الأمريكية والأوروبية وكل ما يسيئ للقيم الغربية بشأن الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان.

بالطبع أمريكا وأوروبا لديهما ديمقراطية متقدمة وحقوق إنسان وحريات تعبير وحرية بحث علمى وتقدم شامل فى مجالات كثيرة إذا تمت مقارنتهما ببقية العالم خصوصا نحن فى المنطقة العربية، لكنهما يسقطان فى أول اختبار حينما تدخل إسرائيل على الخط.

كيف تدافع أمريكا وأوروبا عن الحرية والديمقراطية، وحقوق الإنسان فى أى مكان بالعالم وتعطيانا دروسا ليل نهار فى هذا الشأن، ثم تتعاميان تماما فى الحالة الإسرائيلية التى تحتل بلدا منذ عام 1948 وترتكب فيه كل الأخطاء والخطايا والموبقات وتمارس فيه ابشع عنصرية عرفها التاريخ ضد سكان البلاد الاصليين؟!. هل يعقل ان يحاضرنا أوباما ليل نهار عن الحريات والحقوق ثم ينتقد السلطة الفلسطينية لأنها تصالحت مع حماس؟!.

النفاق والازدواجية الغربية بل والإسرائيلية هى التى تعجب بحماس وتشجعها لأنها تشق الصف الفلسطينى وتمنع المصالحة، وتتعاطف عمليا مع الإرهابيين فى سيناء، لكن عندما يسعى أبومازن للمصالحة مع جزء من شعبه فى غزة يتحول إلى عامل معوق للسلام! وتتحول حماس فى هذه الحالة إلى منظمة إرهابية لا تعترف بإسرائيل!.

الغريب ان محمود عباس أعلن ان الحكومة الجديدة التى ستشارك فيها أو تدعمها حماس سوف تعترف بإسرائيل وبكل الاتفاقيات السابقة وستنبذ الإرهاب، ورغم ذلك تصر تل أبيب وواشنطن وبعض العواصم الأوروبية على موقفها الغريب من المصالحة الفلسطينية.

إذن المعنى الوحيد الذى نفهمه من التطورات الأخيرة ان هذا الغرب يريد ان تظل حماس تؤدى دورا واحدا وهو تعميق الانقسام الفلسطينى وتهديد الأمن المصرى، أما عندما يسعى الفلسطينيون للمصالحة والتوحد فهنا يخرج الفيتو الغربى.

السؤال: هل وعت حماس الدرس وكيف كان يتم استخدامها لتعميق الانقسام.. وهل وعت واشنطن ومعها غالبية الأوربيين انها لم تعد حتى قادرة على مداراة انحيازها الأعمى لتل ابيب وان هذا الانحياز هو السبب الرئيسى الذى يدفع العرب والمسلمين لتكوين الصورة السلبية عن الغرب.

About this publication