Deal to Eliminate American Unipolarism

<--

صفقة إسقاط الأحادية الأميركية

سميح صعب سميح صعب

24 أيار 2014

بصفقة غاز واحدة مع الصين، انهار نظام العقوبات الذي فرضته الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على روسيا بسبب الازمة الاوكرانية. وخرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منتصراً في المواجهة الجيوسياسية التي بدأت في سوريا قبل اكثر من ثلاثة اعوام ولا يبدو انها ستنتهي عند حدود أوكرانيا. وفي هذه المواجهة تكسب روسيا حلفاء جدداً من انصار التعددية القطبية في العالم ولا سيما منهم الصين التي بدأت تترجم قوتها الاقتصادية، طموحات اقليمية في اتجاه اليابان وفيتنام في بحر الصين الجنوبي.

والواقع ان الضغط الغربي عبر الازمة الاوكرانية وما تلاها من عقوبات لم يسفر عن أي تراجع في الموقف الروسي حيال سوريا. وأبرز دليل على ذلك كان استخدام موسكو حق الفيتو ضد مشروع القرار الفرنسي باحالة سوريا على المحكمة الجنائية الدولية. وأتى الفيتو الروسي بمثابة رسالة واضحة عن عزم بوتين على عدم المساومة لا في سوريا ولا في اوكرانيا بينما هو يطرق باب الصين بقوة من اجل صياغة نظام عالمي متعدد القطب يزيل الاحادية الاميركية والغربية عموماً التي سادت منذ سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي.

وفي السباق الذي تخوضه القوى الاقتصادية الكبرى في العالم على السوق الصينية، تبدو روسيا هي الفائزة. وكلما ازداد التوتر الروسي مع الغرب مالت موسكو أكثر نحو آسيا وبحثت عن أسواق بديلة من أوروبا الغربية التي ربما راهن بوتين في لحظة ما على ان الجسور التي مدها مدى اكثر من عقد مع المانيا بشكل خاص قد تكون كفيلة بطي صفحة العداء الى الابد، لكن المانيا لم تقو على الاضطلاع بدور مميز في الازمة الاوكرانية وانحازت الى الموقف الاميركي وشاركت رسمياً في العقوبات على روسيا.

وفي خضم الصراع المتجدد مع الغرب، لا تيمم روسيا وجهها شطر الصين فحسب، بل انها تحاول احياء الصداقات القديمة من مصر الى العراق الى كوبا وتحاول أيضاً ان تعقد مع ايران صفقة تبادل للنفط في مقابل البضائع بقيمة تفوق 20 مليار دولار، الامر الذي يريح طهران وموسكو من اعباء العقوبات الغربية الواقعة على البلدين.

واذا كان رهان الغرب على ان معاقبة روسيا اقتصادياً من شأنها تطويع بوتين سياسياً، فإن الخيار الصيني فتح المجال واسعاً أمام الرئيس الروسي كي يصمد في مواجهة الضغوط الاقتصادية وان يمضي في تحدي السياسات الغربية من سوريا الى أوكرانيا. وفي الفيتو الروسي – الصيني المزدوج الرابع الخميس ضد مشاريع قرارات في مجلس الامن حول سوريا، رسالة مزدوجة الى الغرب.

About this publication