Bias Toward the Murderer

<--

التحيز للقاتل

عندما كان يتحدث الإعلاميون العرب وغيرهم من سياسيين ونقابيين وحزبيين ونشطاء عن تحيز الإعلام الغربي (طبعا ليس بجميع وسائله وقنواته ورجاله) لإسرائيل، على حساب قضية الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة العربية، كان هناك من ينبري للدفاع عن الإعلام الغربي بالمجمل، ويتهم المنتقدين بعدم التمييز بين المهنية الإعلامية، والتحيز والحياد. وكان المدافعون يسوقون أمثلة كثيرة عن الحياد، ويطالبون الإعلام العربي بالاستفادة من تجارب المهنية الغربية على الصعيد الإعلامي.

ومع تأكيدنا على أن هناك مستوى رفيعا من المهنية في العديد من الوسائل الإعلامية الغربية، وخصوصا اذا ما تعاملت مع قضايا لاعلاقة لها باسرائيل وما تمارسه من قتل وعدوان وتدمير متواصل بحق الشعب الفلسطيني؛ ومع تأكيدنا ان هناك وسائل إعلام غربية متميزة، وإعلاميين غربيين متميزين، لا ينحازون إلا للحقيقة، إلا أن هناك نسبة كبيرة في الإعلام الغربي، بكل مكوناته، منحازة إلى اسرائيل، وتسعى دائما لتجميل وجهها القبيح، وعدوانها، وتبريره، ولوم الضحية.

وما حدث مع الإعلامية الأميركية ديانا ماغني، مراسلة محطة “سي. إن. إن” لتغطية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، دليل على تحيز الإعلام الغربي، ورفض القائمين عليه التعامل مع القضية الفلسطينية بحياد وموضوعية.

المراسلة الأميركية التي تنتمي للفئة القليلة من الإعلاميين الغربيين التي تلتزم بمهنيتها وواقعيتها، لم تقم بمحاباة الضحايا (الفلسطينيين)، ولكنها مع ذلك، تعرضت لعقاب من محطتها، حيث قامت بنقلها من تغطية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى موسكو. والسبب، أن المراسلة كتبت تغريدة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وصفت فيها الإسرائيليين الذين كانوا يصفقون عندما تسقط الصواريخ الإسرائيلية على قطاع غزة فتقتل الفلسطينيين وتدمر بيوتهم ومرافقهم، بالحثالة. ولم يشفع لها أنها ازالت التغريدة جراء هجوم شرس ضدها. فقامت محطتها التي من المفترض أنها “محايدة”، كما تقول عن نفسها، بنقلها عقابا لها على تغريدتها.

اسرائيل وانصارها في العالم الغربي، وفي اي مكان، يعرفون أن الحقائق تدينهم، ولذلك، فإنهم يعملون كل ما بوسعهم، وباستخدام طرق لاأخلاقية وهمجية لمواجهة من يحاول إظهار الحقيقة. الإعلام الاسرائيلي والغربي، والسياسيون في اسرائيل والغرب، يحملون الضحية والشهداء مسؤولية ما يحدث من قتل ودمار، ويعتبرون أن ما تقوم به اسرائيل “دفاع عن النفس”، ولا تهزهم أبدا مشاهد الأطفال الذين أصبحوا أشلاء والنساء والرجال الذي قتلوا وهم في بيوتهم، وفي الشارع، وفي المراكز الصحية وغيرها. هؤلاء لا يهزهم أي شيء، ويعتبرون ما يقومون به معركة، تدعم معركة القتل الإسرائيلية. هنا، لا يسألون عن المهنية والحياد، ويطالبون الضحية بذلك، إنها صفاقة القاتل.

About this publication