The Fireball

<--

كرة اللهب!

تاريخ النشر :٣٠ يوليو ٢٠١٤

محمد مبارك جمعة

مصر هي التي أوقفت كرة اللهب، وأعني هنا كرة اللهب الكبيرة التي كانت تتدحرج قادمة باتجاه دول الخليج. المخطط الغربي المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية بتغيير أنظمة الحكم في الشرق الأوسط، ومنها أنظمة حكم خليجية، أصيب بنكسة كبيرة وفشل ذريع بعد عودة مصر إلى الساحة، وانتفاضتها بوجه الحكم الديني المدعوم من الغرب، وهو ما لم يكن على الإطلاق في حسبان واشنطن.

لذلك، نرى أن الموقف الرسمي الأمريكي تجاه مصر اليوم لا يتسم بالوضوح، ولا يعبر عن تأييده لمرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية وما قبل الانتخابات البرلمانية. كل ذلك سببه أن نظام الحكم الذي كانت تعول عليه واشنطن في إطلاق مشروع الشرق الأوسط الكبير، والذي بسببه تخلت سريعاً عن نظام حكم «مبارك»، الحليف الاستراتيجي لدول مجلس التعاون، قد سقط هو أيضاً، وتخلص منه الشعب المصري بعد سنة واحدة من الحكم.

لولا هذا التطور الهائل في المشهد السياسي في مصر، ورجحان كفة الشعب المصري ورئيسه المنتخب الجنرال «السيسي»، لكانت كرة اللهب المتدحرجة قد وصلت إلى دول الخليج ونالت منها، كيف لا والأخطار المحدقة بدول الخليج تحيط بها من كل جانب، سواء من اليمن أو من سوريا والعراق، وكان سقوط نظام «مبارك» في مصر أخطر تطور في الأحداث المحيطة بدول الخليج، حيث جعل من دول الخليج عرضة لانتقال عدوى «الربيع» من جهة، وانفتاح الشهية الإيرانية على الانقضاض على دول الخليج من جهة أخرى. لذلك، وبعد عودة مصر إلى الأحضان الخليجية، ووقوفها نفس الموقف الخليجي تجاه مؤامرة «الربيع»، لا تملك واشنطن سوى أن تضرب كفّا بكف، بعد خسرانها حلفاءها الذين وثقوا بها وانكشف لهم الدور الأمريكي فيما كان يحاك لهم، وانقلاب سحرها عليها في القاهرة أيضاً.

About this publication