Israeli Aggression and the American Snare

<--

رأي الوطن .. العدوان الإسرائيلي والشراك الأميركية

في آراء 26 يوليو,2014 نسخة للطباعة نسخة للطباعة

في الوقت الذي تواصل فيه آلة الحرب والإرهاب الإسرائيلية ارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء والمسنين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة المحاصر من جميع اتجاهاته، يواصل على الجانب الآخر سفير الدبلوماسية الأميركية جون كيري جولاته المكوكية في المنطقة حاملًا الضغوط الأميركية المعروفة لإنقاذ حليف بلاده الاستراتيجي كيان الاحتلال الإسرائيلي من مستنقع غزة من ناحية، وتقليم أظافر المقاومة الفلسطينية من ناحية أخرى ما يعرف بمبادرة المبادرة، محاولًا إدخال بين الحين والآخر تعديل ينمق به المبادرة كنوع من الإغراء للمقاومة الفلسطينية.

الإعلام الإسرائيلي تحدث عن أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أدخل تعديلات جديدة على المبادرة التي يسوقها بين حلفائه مجرمي الحرب الإسرائيليين وبين الضحية الجانب الفلسطيني، وتتضمن التعديلات وقفًا لإطلاق النار لسبعة أيام يتم خلالها تقديم المساعدات الإنسانية، وبقاء قوات الاحتلال الإسرائيلي في مكان تموضعها لتأمين وتدمير الأنفاق، وإجراء مباحثات في القاهرة بين الجلاد والضحية لرفع الحصار ونزع أسلحة المقاومة وبحضور أطراف دولية ومن السلطة الفلسطينية.

وفي الحقيقة، إن كيري بهذه التعديلات لم يأتِ بجديد، أو بالأحرى لم يخرج عن السياق والأسباب التي قادته إلى المنطقة لمد السلم المناسب والذي يطابق هوى مجرم الحرب بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومزاجه لإنزاله من الشجرة التي اعتلاها؛ ذلك أن مدار جولة كيري المكوكية وجهوده تنصب حول إنقاذ كيان الاحتلال الإسرائيلي من المأزق، خوفًا عليه من تبعات لم تكن في الحسبان بانزلاق المنطقة نحو حرب شاملة أو على الأقل ضياع المخطط الذي يسير وفق الرؤية الصهيو ـ أميركية خارج فلسطين المحتلة، في العراق وسوريا وليبيا ومصر؛ بمعنى آخر الخشية الأميركية من أن يذهب حصاد ما بدأوه وأطلقوا عليه “الربيع العربي” أدراج الرياح، خاصة وأن هناك حراكات رافضة لجرائم الحرب والمجازر الوحشية الإسرائيلية بحق الأطفال والنساء وكبار السن والتدمير الممنهج لمستشفيات الأطفال والمستشفيات العامة والتخصصية والمدارس التابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة، كمستشفى محمد الدرة للأطفال الذي استهدفته آلة الحرب والإرهاب الإسرائيلية، وكذلك مدرسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” التي راح ضحية هذه الجريمة الإرهابية خمسة عشر شهيدًا ومئتي جريح.

الكارثة الحقيقية على المنطقة هي أن الولايات المتحدة لا تريد أن تغير جلدها، بل تصر على أن تكون قديمة في تعاطيها مع ملفات المنطقة، ولا ترغب في الاعتراف بأن الأوضاع تغيرت، فما كان في صالح الولايات المتحدة وحليفها الاستراتيجي كيان الاحتلال الإسرائيلي، لم يعد اليوم صالحًا، والتجارب كثيرة وقد خبرتها ومرت بها في العراق وفي لبنان ومصر وكذلك في أفغانستان، ولكن للأسف رغم ذلك تصر على التدخل في إدارة ملفات المنطقة وفق المنظور الإسرائيلي، ولا تنظر إليها إلا بعين حليفها الإسرائيلي، وفي هذا قمة الخطأ، بل الكارثة التي يدفع فاتورتها شعوب المنطقة.

ولذلك، فإن البحث الأميركي عن تهدئة أو هدنة ونزع سلاح المقاومة وبحث إمكانية فك الحصار عن قطاع غزة، لا يمكن تفسيره إلا في إطار خدعة أو مؤامرة يراد بها اصطياد المقاومة التي يسعى جاهدًا كيان الاحتلال الإسرائيلي وحلفاؤه إلى قطع رأسها لتصفية القضية الفلسطينية، وبالتالي فإن مثل هذه الشراك لن تنطلي على المقاومة الفلسطينية.

About this publication