Implementation Is Key

<--

العبرة بالتنفيذ!!

منوعات

الأربعاء 20-8-2014

أحمد عرابي بعاج

بعد الإجماع الأممي على مكافحة الارهاب في قرار مجلس الأمن الأخير الذي قضى بمكافحة تنظيمي داعش والنصرة في سورية والعراق

آن الأوان للولايات المتحدة الأمريكية أن تنزل من برجها العاجي وتعترف بالأخطاء الجسيمة التي اقترفتها بحق الشعب السوري والشعب العراقي بعد أن سمحت للارهاب بالعبث بحياة ومقدرات الشعبين والتي أوصلت الأمور الى أن تورم تنظيم داعش الإرهابي حتى أصبح غولاً يضرب يميناً ويساراً دون أن يرى أمامه.‏

لانعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول التي معها لاتعلم بأنها أخطأت بحق شعوبنا جراء دعمها المنظم للارهاب ونستطيع ان نجزم أنها تدرك أين تقع ممرات ومعابر وحواضن إنتاج الإرهاب.‏

والخطوة السياسية في الأمم المتحدة لاتكفي لمحاربة الارهاب إلا إذا كانت تلك الخطوة مقدمة جدية في التنفيذ فإذا كان الأمر كذلك فعلى الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الأول للإرهاب في العالم أن تحدد الدول التي جعلت الارهاب يصل إلى ما وصل إليه وأن توغر إلى تلك الدول التي تنضوي تحت لوائها أن توقف دعمها للارهاب مادياً وعسكرياً ولوجستياً حيث لن يجدي تبرع مملكة الشر بمبلغ 100مليون دولار للأمم المتحدة للمساهمة في مكافحة الارهاب وهي التي فتحت خزائنها على مصراعيها للارهابيين وأخفت أموال تبرعات السعوديين لهذا التنظيم بعلم الولايات المتحدة ووزير خزانتها وأنشأت المجموعات الارهابية داعش والنصرة للقول كما أنتجت مشتقاتها وأشباهها من جماعات معتدلة للحيلولة دون نجاح مؤتمرجنيف قبل ثمانية أشهر.‏

العالم كله بات يعرف من هي الدول التي تقف وراء داعش والنصرة والقاعدة ومن هي الدول الداعمة للارهاب في العالم فهل يمكن أن تتوقف تركيا عن إدخال السلاح والارهابيين الى سورية والعراق، وهل تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية أن تجفف منابع الارهاب في مملكة الشر وتوقفها عن تشكيل العصابات الارهابية الوهابية وتمنعها عن تمويل الارهابيين في الأردن والتي تتم برعاية الولايات المتحدة ذاتها هذا إذا كانت حقاً ترغب في مكافحة الارهاب؟.‏

أسئلة كثيرة مشروعة تطرح في هذه المرحلة بعد قرار مجلس الأمن رقم 2170 والطريق الى تنفيذ الإجراءات الفعلية معروف ويحتاج إلى آليات تنفيذ منها الاعتراف بالخطأ بحق الشعب العربي السوري الذي اكتوى بنار الارهاب المدعوم أمريكياً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا ومملكة الشرالوهابية ودول الخليج وكافة الدول التي ساهمت في إذكاء نار الحقد في سورية لأكثر من ثلاثة أعوام.‏

ثانيها إغلاق المعابر المفتوحة من قبل تركيا في خطوة لابد منها إذا كان الأمر جدياً ووقف التمويل السعودي للعصابات الارهابية الوهابية اضافة إلى الأمر الرئيسي الذي على الولايات المتحدة أن تقوم به وهو منع إرسال الإرهابيين إلى سورية والعراق وجلب المرتزقة من شتى أصقاع الأرض من قبل المشرفين على تنفيذ أمر العمليات الأمريكي في سورية.‏

فالمجتمع الدولي ودول المنطقة تنتظر من الولايات المتحدة الأمريكية أن تتخذ تلك الإجراءات العملية للتعاون في القضاء على الإرهاب واستئصال شأفته من منطقتنا فقد تجذر هذا الارهاب وأصبح لديه مصادر تمويل ذاتية بعد أن استولى تنظيم داعش على أموال ضخمة من مصرف الموصل في حزيران الماضي وسيطر على منابع النفط في المنطقة وبات يبيع النفط لتركيا وعبرها لأوروبا أيضاً بأبخس الأثمان وهو ماشجع تركيا على التعاون مع داعش بصمت والسكوت عن احتجاز قنصلها وثمانية وأربعين شخصاً ولم تنفع شكواها للراعي الأمريكي بإطلاق سراحهم.‏

من يشتري من داعش النفط المسروق من آبار النفط السورية والعراقية لو لم يكن لهذا التنظيم من يساعده في بيع النفط وتمويل إجرامه؟‏

إذا لابد من البحث في كيفية منع شراء هذا النفط وخروجه من الدول التي يسرق منها، إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية جادة في محاربة الإرهاب… وهي حتى الآن ليست جاهزة لذلك.‏

أما الاعتذار من الشعب السوري على مافعلته الولايات المتحدة وتركيا ومملكة الشر السعودية فهي من المقدمات الضرورية في مكافحة الارهاب إلا إذا كان الأمر لا يتعدى حبراً على ورق وقراراً من مجلس الأمن الأخير يضاف إلى سلسلة قرارات كثيرة عطلت تنفيذها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها ونحن نعلم كيف تعاملت عشرات القرارات الدولية المتعلقة بالشأن الفلسطيني والجولان منذ القرارات الشهيرة 242-338 وغيرها الكثير من القرارات الأممية التي لم تتخط أبواب مجلس الأمن ولم تأخذ طريقها إلى التنفيذ بفعل التعطيل الأمريكي.‏

وهنا يصبح الأمر برمته لايتعدى العمل الدعائي فقط.. والأيام القادمة سوف تبين حقيقة هذا الأمر.‏

أما نحن أصحاب الأرض السوريين والعراقيين فعلينا أن لانتكئ على مجلس الأمن وليستمر التعاون بين القطرين الشقيقين والشرفاء في المنطقة لمحاربة الارهاب على الأرض لأن الذي يكتوي بنار الارهاب ليس كمن يتفرج عليه.‏

About this publication