Innocent at First Glance

<--

تأتي الرسالة المتلفزة لشيرلي سوتلوف والدة الرهينة الأميركي الصحفي ستيفن سوتلوف المهدد بالقتل ذبحاً على يد إرهابيي تنظيم داعش المتعددي الجنسيات لتكشف من جديد مدى الضعف والتردي الذي وصلت إليه إدارة باراك أوباما، ولتبين في الوقت ذاته عدم ثقة المواطنين الأميركيين بما تقوله هذه الإدارة بشأن مكافحتها للإرهاب،

وأمن مواطنيها.. وإلا فكيف لأهالي الضحية أن يطلبوا من جلاد إرهابي باعتراف دول العالم كلها أن يعفو عن ضحيته، وهو الذي أنشئ من أجل أن ينفذ هكذا أعمال إجرامية ضد الإنسانية كما هو حاصل الآن على الأراضي السورية والعراقية، ولا يعرف غير قطع الرؤوس والتمثيل بضحاياه.‏

وأمام هذا المشهد المثير للفزع والرعب في منطقتنا والعالم، جراء تغول الإرهاب وإيغاله في سفك الدماء البريئة في الشرق والغرب، وتمدده بكل الاتجاهات، وتهديده وبشكل علني حتى لرعاته ومصنعيه، وأمام المشهد نفسه المثير للتساؤلات حول ماهية هذا الكابوس ومصادره وارتباطاته والتي أجاب على الكثير منها مراكز البحوث والمختصين.. ظهر لنا إعلان الأميركيين وحلفائهم الأوروبيين والإقليميين الذين ترتجف فرائصهم خوفاً، عن مساع لتشكيل تحالف دولي وإقليمي لمحاربة الإرهاب والتطرف بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2170.‏

الإعلان الأميركي الأوروبي البريء للوهلة الأولى، تشوبه الشكوك وقصر النظر، وتغلفه الانتقائية والأنانية من قبل مطلقيه، لأنه كيف لتحالف يكافح الإرهاب في منطقة ما ويتجاهل من هم يتصدون لهذا الإرهاب منذ فترة غير قصيرة زمنياً، ولا سيما أنهم قدموا تضحيات كبرى في مواجهتهم هذه من دماء أبنائهم وممتلكاتهم العامة والخاصة، وأولهم سورية التي أكدت دائماً استعدادها للتعاون والتنسيق على الصعيدين الإقليمي والدولي تنفيذا للقرار «2170» في إطار احترام سيادتها واستقلالها.‏

فالقضاء على هذه الآفة السرطانية الخطيرة التي ستأكل الأخضر واليابس في حال بقي التجنيد والتمويل مستمرين، لا تأتي بتوسلات المواطنين الأميركيين عبر الشاشات، ولا في الانتقائية بتنفيذ القرار الدولي، وإنما تكون بتوحد المجتمع الدولي وجديته، وإشراك الدول المعنية وخاصة سورية

About this publication