ليس مستغربا أبدا أن تتزامن تصريحات نائب الرئيس الأمريكي «جوزيف بايدن»، وتتوافق مع ما طرحه كل من رئيس مجلس الشورى والمستشار الأعلى لممثل المرشد الإيراني في الحرس الثوري!
«بايدن» – خلال أيام معدودة – قدم اعتذاره إلى كل من تركيا والإمارات والسعودية، الذين اتهمهم بتدريب وتمويل تنظيمات جهادية في سوريا!
نائب الرئيس الأمريكي قال في خطاب ألقاه الخميس الماضي في جامعة هارفارد بشأن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط إن «مشكلتنا الكبرى كانت حلفاءنا في المنطقة. الأتراك أصدقاء كبار لنا وكذلك السعودية والإمارات وغيرها، لكن همّهم الوحيد كان إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، لذلك شنّوا حربا بالوكالة بين السنة والشيعة وقدموا مئات الملايين من الدولارات وعشرات آلاف الأطنان من الأسلحة إلى كل من يقبل بمقاتلة الأسد»!
هذا الكلام غير الموزون، والذي يعبر عن وجهة نظر نظام الأسد، بل يعبر عن وجهة النظر الإيرانية، تبناه «بايدن» بالكامل، بل قال كلاما آخر أسوأ مما سبق!
هو لم يكتف بالتهجم على تركيا، بل واصل تهجمه على دول الخليج، أو من أسماهم «الأصدقاء الكبار»، الذين اتهمهم بالإرهاب وتمويله، بل اتهمهم بأنهم يخوضون حربا بالوكالة بين السنة والشيعة، وقدموا الملايين من الدولارات وعشرات الأطنان من الأسلحة للإطاحة بالأسد، وهو الكلام الذي كان يفترض أن يوجهه إلى النظام الإيراني وعصاباته الطائفية في لبنان والعراق، ولكنه التآمر الواضح والمكشوف!
الصدفة التي من غير ميعاد، وهي ليست بصدفة، ما جاء متزامنا مع هجوم إيراني عنيف على تركيا!
رئيس مجلس الشورى الإيراني لاريجاني صرح بالتالي أمس الأول: «لا ينبغي الغفلة عن التحركات الخطيرة لتركيا في سوريا والعراق».
تصريحات لاريجاني جاءت متزامنة أيضا مع تصريحات المستشار الأعلى لممثل المرشد الإيراني في الحرس الثوري العميد جواني، الذي ذكر أن الأزمة في العراق وسوريا ستنتقل إلى تركيا في حال لم تعدل أنقرة من سلوكها!
جواني اتهم التحركات التركية بأنها لا تسهم في توفير الأمن بالمنطقة والعالم، كما اتهمها بأنها تتصدر الداعمين لتنظيم الدولة الإسلامية!!
إذاً هناك توافق أمريكي إيراني على تجريم الموقف التركي، بل تجريم موقف دول الخليج جميعها، والسبب واضح.
السبب أن هناك توافقا أمريكيا وإيرانيا في الإبقاء على الأسد، وهنا أمريكا تردّ الدين لإيران، فلولا إيران لما نجح الاختراق الأمريكي العسكري لدولنا، ولولا التواطؤ المعلن والخفي بين واشنطن وطهران، لما سقطت عواصم العرب واحدة تلو الأخرى!
ختاما، يحق لنا أن نشكر نائب الرئيس الأمريكي «بايدن»، إذ لم يكن بحاجة إلى تقديم اعتذاراته الكثيرة، لأنه عبر عن حقيقة الموقف الأمريكي، الذي مازال بعض السذج يرفضون الاقتناع به، وهو أن أمريكا ليس لها صاحب، وهي مستعدة لمعاشرة الشيطان للحصول على مرادها إذا اقتضى الأمر!
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.