Obama Thought of Islamic State Militants as Activist University Students

<--

يخطئ من يعتقد أن أمريكا والتحالف الغربي لمواجهة «داعش» في العراق وسوريا هدفه حماية أمن هذين البلدين أو الدول العربية المجاورة.. بل هو لحماية أمن الدول الأوروبية وأمريكا بعد أن اتضح أن هناك أعدادا هائلة من المرتزقة أو من «الجهاديين» الذين يحملون الجنسيات الأوروبية أو الأمريكية التحقوا بقوات «داعش» في العراق وسوريا.. ففي هولندا وحدها بدأت هجرة هؤلاء إلى «داعش» منذ بداية عام 2013.. وقال جهاز الاستخبارات الأمنية في هولندا «(إن عدد الأشخاص الذين سافروا للقتال إلى جانب الجماعات المتشددة في سوريا خلال العامين الماضيين بلغ 130 متطرفا، لقي منهم 14 شخصا مصرعهم، وعاد إلى هولندا 30 شخصا، بينما يتبقى الآن ما يزيد على 80 شخصا، منهم 20 سيدة في سوريا».

وكتبت الزميلة «الشرق الأوسط» في عددها يوم الأحد الماضي: «إن الخارجية الهولندية تدرس حاليا قانونا ينص على «إسقاط الجنسية» عن كل شخص ينتمي الى منظمة ارهابية أو ذهب طوعا للانضمام الى جيش دولة دخلت في أعمال عدائية ضد مملكة هولندا أو ضد دولة أخرى في تحالف تنتمي اليه هولندا».

وكذلك تدرس ألمانيا إصدار نفس القانون.. أي «سحب الجنسية الألمانية» من كل شخص ينتمي إلى منظمة إرهابية.. بل حظر رفع علم «داعش» الأسود في أي مكان أو في المظاهرات أو جعله رمزا لأي اتصالات على شبكة التواصل الاجتماعي، وفي المساجد في ألمانيا.

وتجرى حاليا في «برلين» محاكمة لمتهم بوسني يدعى «كرشنكي» متهم بالانتماء إلى «داعش» مع آخرين.

إذن سبب التحالف الدولي ضد «داعش» هو الخوف من «القنبلة الموقوتة» الذي يشكله عودة هؤلاء المقاتلين «من حملة الجنسيات الأوروبية والأمريكية» إلى بلادهم بعد تمرسهم لأعمال القتل الوحشي والإرهابي على أيدي «داعش».. لو كان هؤلاء جاءوا من أفغانستان أو باكستان أو الهند وسيعودون اليها فلا يهم أوروبا ولا أمريكا من أمرهم شيئا!

وإن شئتم الحقيقة، فإن «الإدارة الأمريكية» هي التي تتحمل المسئولية التاريخية عن صناعة «داعش» في العراق وسوريا، وتحديدا أخطاء الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» ومواقفه المترددة في حسم الشأن العسكري مع نظام الأسد في سوريا، و«الطبطبة» على كتف رئيس الوزراء العراقي السابق «المالكي» وهو يفتك بالمكّون السني في العراق وتتفنن مليشياته في قتل الأبرياء منهم طوال السنوات الماضية.

وفي كتابه الأخير قال «ليون بانيتا» الذي عمل مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية، ووزيرا للدفاع في عهد «أوباما».. قال: «إن الرئيس أوباما يتحمل مسئولية الفوضى التي يعانيها الشرق الأوسط، فهو كان على علم كامل بصعود جماعات «جهادية» في سوريا والعراق، لكنه صرف النظر عنها، واعتبرها مجموعات من النشطاء من «طلاب الجامعة»!

About this publication