بالتاكيد ان هنالك من لايتفق معي بل قد تصل الحالة لحد الاستغراب من وصف رجل حائز على جائزة نوبل للسلام بالارهابي. انني اؤكد هنا بان لنا الحق كما لهم بتوصيف من يستحق توصيفه بما ينطبق عليه من فعل تماماً كما يفعلون هم ولا يجب ترك الامور وتصنيفها بايدهيم كما يحلو لهم الى الابد.
ان خروج الرئيس الامريكي اوباما بخطابه بعد الاتفاق النووي المبدئي مع ايران اوضح الكثير من الامور التي كنا نشعر بها وندركها من خلال سير الاحداث ونوهنا اليها في اكثر من مقال من مقالاتنا السابقة وآخرها (غباء طائفية آل سعود واقتتال العرب) بان المستقبل سيكشف عن اسرار كثيرة.
فقد اكد من خلال لغته البدنية وليس الخطابية فقط مدى حنقه على الجمهورية الاسلامية في ايران وانه لن يثق بها وسيستمر بمتابعتها ومراقبتها عن قرب، ومن الامور التي كشفها هو ان هذا الاتفاق كان الاكثر ايلاماً لايران وكسر جماحها فهو على اقل التقادير سيعطل برنامجها الى اكثر من عشر سنوات بينما لاتوجد الا ثلاثة احتمالات يؤدي الى اتباع اي منها الى تقوية ايران حتى ولو ضرب مفاعلها الى العودة بها سريعاً لتصنيعها القنبلة النووية. لقد اوضح الاخضر الابراهيمي من على فضائيتهم العربية مدى خوفهم من الشيعة وبالذات من الامام السيستاني ولكننا لم نتصور ان يصل خوفهم الى حد الرعب.
ان دعواه الكبرى في تحركه هذا هي محاربة الارهاب، ولكننا نقول له هل ان ايران تفعل بشعبها ما تفعله اسرائيل بالفلسطينيين؟ وهل قامت ايران بقصف الشعوب وقتل مئات الابرياء كما يفعل الكيان السعودي باهل اليمن هذه الايام؟.
انك رجل منافق داعم للارهاب يا اوباما ولا تتكلم الا بمنطق القوة المجافي لكل مبدأ من مبادئ العدالة.
ولكن ما يؤسف له هو عدم تواجد منظمات حقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية والامم المتحدة والقوى العظمى الاخرى في العالم والتي من المفترض ان يضمن وجودها توازناً في القوى كالسوفيات في هذا الصراع لانصاف الضعيف، مما يجعل المتتبع المنصف ان يوصف عالمنا اليوم بالعالم المزيف الظالم الذي لا تسوده الا القوة وكثرة الشعارات البراقة الفارغة للضحك على ذقون الناس بكل وقاحة واستهتار.
والسؤال البديهي الازلي الذي يطرح دائماً، لماذا يسمح للبعض بامتلاك هذه القوة كالباكستان والهند ولا يسمح لايران؟. لانريد ان نناقش موضوع الكيان الاسرائيلي لانه لاطائل من هذا النقاش فالقوى العالمية الكبرى اجمع مصرة على حق اسرائيل بذلك.
ولكن من خلال تحليل خطاب الرجل الذي اكد فيه التصاقه وتبنيه للكيان السعودي بشكل خاص ودول الخليج عموماً اضافة الى ربيبتهم اسرائيل، ودعوة دول الخليج العربي الى لقاء في كامب ديفيد لبحث مستقبل امنها خوفاً من القوة الايرانية، نستطيع القول ان اوباما لايريد الا تقويظ القوة الايرانية بصورة خاصة وان اضفنا الى ذلك ممارسات امريكا وتكوينها لداعش وتجهيزها بكل ما تحتاجه خصوصاً من خلال تخطيط ماكينة اعلامية رهيبة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً وبمساعدة تامة من الكيان السعودي والتركي والقطري والاردني حيث تم رصد المليارات من الدولارات لهذه الهجمة على العراق من اجل اسقاط الحكم الشيعي الفتي الضعيف تتضح الصورة كاملة باستهداف الشيعة بصورة اعمق كونها القوة الحقيقية الوحيدة التي لا تهادن اسرائيل وتخافها القوة المهادنة لهذا الكيان وهم الكيان السعودي ودول الخليج المنبطحة حتى النخاع لامريكا واسرائيل.
فضمان ولاء هذه الدول لاسرائيل وتدفق المصالح الاقتصادية واهمها النفط وتصريف السلاح لامريكا امر لايمكن التهاون فيه في حساباتهم.
هذا يعيدنا الى استفهام كبير عن التدخل الامريكي لاسقاط صدام واسنادهم للمعارضة الشيعية في استلامها الحكم، غير ان الجواب واضح من خلال التسلسل العملي للاحداث السياسية والعسكرية فقد كانت الخطة الامريكية محكمة في التعامل بحذر مع القوى الشيعية.
الم يعمد بريمر الى تحطيم كل شيء وحل المؤسسات في العراق ليجعل امر الحكم اكثر تعقيداً على المسؤولين الجدد اضافة الى ادخاله امور خبيثة تعد من اعقد الخطط الماكرة في التاريخ وهما موضوع المحاصصة واشعال التفرقة الطائفية على طريقة فرق تسد ؟.
هذه هي اسس المخطط الامريكي لوضع الشيعة على المحك وبالتالي السيطرة عليهم ووضعهم في قبضة الامريكان مثلهم مثل الدول الخليجية وغيرها من الدول المنبطحة لهم وهم بذلك يضربون عصفورين بحجر فهم يكسبون الشيعة العراقيين من جهة ويصدون اي خطر من ايران من جهة اخرى وبذلك يحققون اكبر مكسب سياسي تاريخي يحرزه الامريكان ومن ورائهم ربيبتهم اسرائيل، خصوصاً اذا اخذنا في الحسبان ان ايران اصبحت مطوقه من باكستان وتركيا ودول الخليج والاسطول الامريكي في الخليج والمحيط.
وجاءت حركة بايدن المكملة للمشروع في الدعوة لتقسيم العراق الى ثلاثة اقسام اكراد وسنة وشيعة. وعندما لم تنجح كل هذه الخطط الماكرة راحوا يغذون الورقة التي كانت ولازالت رابحة بيد كل الاعداء المتربصون بهذا البلد شراً وهي تاجيج الحرب الطائفية التي كانت آخر اوراقها تعاون الحواضن السنية مع هؤلاء الدواعش والعفالقة من خلال دعم تاريخي سعودي قطري تركي اردني منقطع النظير.
والان وبعد ان لاحظوا فشل كل هذه الاساليب الماكرة لن يبق امامهم الا كشف كل الاوراق وتهديد القوى الشيعية علناً والتلويح لها بالعصا الغليضة من خلال الدعم الامريكي وبقية دول المنطقة ومنها باكستان وتركيا الكامل حتى وصل الامر لدعوة دول الخليج الى اجتماع كامب ديفيد المعلن.
يضاف اليها ما ادخلوه من اسلوب موجع فعلاً كونه الاسلوب الاكثر ايلاماً لاتصاله بقوت الناس وهي الحرب الاقتصادية وخفض اسعار النفط الحاد تماماً كما فعلوها مع ايران وانهكوا الاقتصاد الايراني بخفضهم للعملة الايرانية الى ادنى حدودها طيلة العقود الثلاث المنصرمة كما اتينا على ذلك في اكثر من مقالة سابقة.
ان ايران لاتريد التعدي على الغير وهي لم تتدخل في سياسات الدول لتغييرها مثلاً لاسمح الله انما تحاول مساعدة من تراه ضعيفاً مستهدفاً لاحول ولا قوة له عله يستطيع اثبات وجوده وانصاف نفسه واستعادة شيء من حقوقه، وما تريده لمواطنيها هو التقدم والرفاه كما تحضى به شعوب الغرب المتطوره ولكن هذا لايروق لاوباما لانه لايروق للصهاينة ودول الخليج المتفرعنة باموالها.
الم يقوموا بتزويد الدواعش في العراق بكل ما يحتاجونه من اسلحة الارهاب الفتاكة حتى اصبح الدواعش يمتلكون لعبوات ناسفة ليزرية تقتل على مدى 300 متر. بهذا وذاك اصبح اوباما حامياً للارهاب بامتياز.
من هنا بات على القوى الشيعية ان تنتبه الى ما هي عليه لحماية مستقبلها ومواجهة هذه المخاطر المهددة لوجودها كونها قوة مستضعفة لا تملك من حطام الدنيا شيئاً الا قواها الذاتية والتي بارك الله فيها فاستبسلت لقتال الدواعش وطردهم شر طردة من محافظة صلاح الدين. والله تعالى من وراء القصد.
If decent Americans could only see their country through the eyes of the world just WATCHING AMERICA.
[http://radicalrons.blogspot.com]