According to Obama … the Sunni Do Not Exist

 

<--

بالنسبة لأوباما .. السنّة لا وجود لهم

السيد زهره

رئيس الوزراء العراقي العبادي زار أمريكا، وأجرى محادثات مع الرئيس الأمريكي اوباما.

في المؤتمر الصحفي الذي اعقب اللقاء بين العبادي وأوباما، تحدث الرئيس الأمريكي عن الوضع في العراق والعلاقة مع النظام العراقي.

جملة واحدة قالها اوباما هي في غاية الخطورة، فهي تكشف عن حقيقة موقف اوباما وعن جوهر مشروعه في العراق.

قال انه «يتفهم علاقات العراق مع ايران، فهما بلدان متجاوران، وشعباهما شيعيان، وهناك حشد من المليشيات استطاع ان يحمي العاصمة بغداد من وصول داعش إليها، لكن على الحكومة العراقية وضع ضوابط لنشاطها».

لنتأمل جيدا هذا الكلام الخطير الذي قاله اوباما، وماذا يعني بالضبط.

أولا: حين يقول اوباما انه يتفهم علاقات العراق مع ايران، فهو يقول هذا ويعبر عن هذا التفهم، على خلفية الجدل الواسع الدائر حول اجتياح ايران الفعلي للعراق، وانتهاكها لسيادته، ودعمها للمليشيات الطائفية، وسيطرتها فعليا على القرار العراقي.

ومعنى ان يقول اوباما انه يتفهم هذا النوع من العلاقات، انه يقر بالدور الذي تلعبه ايران في العراق، ولا يجد مانعا في انتهاكها لسيادته، ولا يعترض على الدور الطائفي الاجرامي الذي تلعبه.

وما يؤكد ان هذا هو المعنى المقصود من كلام اوباما انه في المؤتمر الصحفي، وفي أي مناسبة اخرى في الحقيقة، لم ينطق بكلمة انتقاد واحدة لما تفعله ايران بالعراق، ولم يبد أي اعتراض من أي نوع على هذا الدور.

ثانيا: ولنتوقف مطولا عند قول اوباما ان ايران والعراق «شعباهما شيعيان».

بكلمة واحدة يمحو اوباما أي وجود للسنة وأي مكونات اخرى في العراق، ويفتي بأن شعب العراق هكذا هو شعب شيعي وحسب.

بالطبع، اوباما يعلم ان شعب العراق ليس شيعيا وحسب، لكنه بما قال يفصح من حيث يدري او لا يدري عن حقيقة تفكيره تجاه العراق، ويكشف عن جوهر مشروعه السياسي في العراق.

أوباما يريد ان يقول انه مع هيمنة الشيعة على مقدرات العراق ومع النظام الطائفي القائم في العراق الذي يهمش السنة وكل المكونات الأخرى في المجتمع العراقي.

أوباما يكشف عن ان كل الكلام الأمريكي عن ضرورة إشراك السنة في الحكم في العراق وعن اهمية ألا تكون الحكومة طائفية، هو مجرد كلام إنشائي للاستهلاك العام ولا يعكس حقيقة الموقف الأمريكي.

ثالثا: ولنتأمل كيف يدافع اوباما بحرارة عن المليشيات الشيعية الطائفية ويشيد بها وبدورها، ويصورها كما لو كانت قوة وطنية تحمي العراق في مواجهة داعش.

اوياما يقول هذا ويشيد بالمليشيات الطائفية، وهو يعلم تمام العلم الجرائم البشعة التي ارتكبتها في العراق ضد السنة في عديد من مدن وقرى العراق، فهي جرائم وثقتها بالتفصيل تقارير دولية وحتى امريكية كثيرة.

يكفي هنا ان نتأمل معنى ان يقول اوباما هذا الكلام عن المليشيات الآن وبعد ما جرى في تكريت.

قبل معارك تكريت ضد داعش ومشاركة المليشيات الطائفية فيها، كان المسئولون الأمريكيون أنفسهم في مقدمة من حذروا مسبقا من ان ترتكب هذه المليشيات جرائم في تكريت بعد طرد داعش.

طبعا، كان هذا التحذير، والتحذيرات التي أطلقتها منظمات دولية، بناء على السوابق التي يعرفها الكل للمليشيات والجرائم المروعة التي ارتكبتها في كل المناطق السنية التي طرد داعش منها.

وعلى الرغم من كل هذه التحذيرات، قامت المليشيات الطائفية بعد طرد داعش بحرق تكريت بالمعنى الحرفي للكلمة. قامت هذه المليشيات كما هو معروف بنهب وسلب منازل تكريت وأحرقتها بالكامل.. نهبت وأحرقت مئات المنازل والمتاجر.

لكن اوباما تجاهل كل هذا، وخرج يشيد بالمليشيات ويمتدحها، ولم يقل كلمة واحدة عن جرائمها أو يطلب من العبادي محاسبة الذين ارتكبوا هذه الجرائم. كل ما قاله انه واثق من ان العبادي سيحاسب الانتهاكات التي تقترفها جماعات بدوافع طائفية. لماذا لم يطلب منه اذن محاسبة الذين احرقوا تكريت؟

الحقيقة ان هذا الذي قاله اوباما على بشاعته، وعلى الرغم من انه يعتبر صادما بالنسبة للبعض، فإنه ليس غريبا على الاطلاق.

كما ذكرت، كل ما فعله اوباما انه ببساطة كشف بصراحة عن جوهر مواقفه وتحالفاته في العراق.

ألم أكتب مرارا من قبل عن التحالف الفعلي القائم في العراق بين امريكا وإيران والمليشيات الطائفية والنظام الطائفي العراقي؟

في اطار هذا التحالف بالضبط، يندرج ما قاله اوباما.

About this publication