Weapons in Everyone’s Hands … a Quick Recipe for Disaster

<--

السلاح في يد الجميع .. وصفة سريعة للفوضى

” .. منذ أن كشفت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية في ادارة الرئيس السابق جورج بوش في حديث صحفي مع جريدة واشنطن بوست الأميركية مطلع العام 2005 عن نية الولايات المتحدة بنشر (الديمقراطية) بالعالم العربي والبدء بتشكيل مايُعرف بـ “الشرق الأوسط الجديد” ، عبر نشر أميركا “الفوضى الخلاقة ” في الشرق الأوسط لم تعدم أميركا وسيلة لتحقيق هذه الفوضى.”

ــــــــــــــــــــ

لا تكل الولايات المتحدة وإن تغيرت إداراتها عن مساعيها لنشر الفوضى التي تصفها بـ (الخلاقة) في المنطقة لتتجدد تجاربها المغلفة جميعها بوصفات الحرية والديمقراطية والتي يبدو أن أحدث فصولها يتمثل في تسليح الجميع إيذانا بمرحلة مقبلة يتقاتل فيها الجميع.

فمنذ أن كشفت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية في إدارة الرئيس السابق جورج بوش في حديث صحفي مع جريدة واشنطن بوست الأميركية مطلع العام 2005 عن نية الولايات المتحدة بنشر (الديمقراطية) بالعالم العربي والبدء بتشكيل مايُعرف بـ “الشرق الأوسط الجديد” ، عبر نشر أميركا “الفوضى الخلاقة ” في الشرق الأوسط لم تعدم أميركا وسيلة لتحقيق هذه الفوضى.

فتارة تمول الولايات المتحدة ما تسمى منظمات المجتمع المدني وتتحاور سرا مع الجماعات المعارضة خاصة تلك التي لها تاريخ مع العنف والإرهاب قبل أن تصرح الادارة الاميركية بعد ذلك بنحو 10 أعوام بدعمها العلني وتسليحها المباشر بدعوى مواجهة إرهابيين أتاحت لهم مساعي الفوضى للظهور أو بدعوى مواجهة أنظمة تقاتل نفس هؤلاء الإرهابيين في الوقت ذاته.

ولم تكن من سبيل المصادفة أن يتزامن كشف الولايات المتحدة عن البدء خلال الأيام القليلة المقبلة، في إرسال أسلحة أميركية نوعية للعشائر العراقية في محافظة الأنبار بذريعة مواجهة إرهابيي داعش مع استعدادات أميركا لتدريب ارهابيين جدد في الأراضي التركية تطلق عليهم أميركا مسمى (المعارضة المعتدلة) لمواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

فتسليح عشائر الأنبار يأتي بعد ان باركت أميركا تشكيل ما تسمى قوات الحشد الشعبي بالعراق وأيضا تسليح قوات البشمرجة الكردية وذلك في أعقاب الانهيار السريع للجيش العراقي (المجهز والمدرب بمعرفة اميركا أيضا) أمام ضربات داعش في يونيو الماضي.

وإن كان توزيع الأسلحة وفق تصريحات المسؤولين العراقيين سيتم تحت إشراف أميركيين ولجنة عراقية بها ممثلون عن وزارتي الأمن الوطني والدفاع .. فإن تسليح جميع الأطياف العراقية لا يشكل الا نذيرا بكارثة لا بد انها قادمة حين تشتعل نار الفتنة مجددا لتظل بلاد الرافدين غارقة في أتونها.

أما في الحالة السورية فستبدأ الولايات المتحدة في التاسع من الشهر الجاري تدريب من تصفهم بـ (المعارضة المعتدلة) بعد ان وصل المدربون وتوزعوا على مواقع تدريب داخل الأراضي التركية.

فهذا البرنامج تم تصميمه من قبل وزارة الدفاع الأميركية ومخطط له أن يمتدّ على مدى ثلاث سنوات، بقيمة تبلغ 500 مليون دولار ويندرج تحت “الفصل العاشر” لبرنامج التدريب العسكري للمعارضة السورية المعتدلة التي تقاوم نظام بشار الأسد، ويشمل 15 ألف عنصر ومخطط لتدريب قوّة تعمل على إعادة الاستيلاء على المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش في سوريا.

وتسعى أميركا ومن ورائها تركيا بعد تخريج هؤلاء الارهابيين الجدد إلى قلب موازين القوى داخل سوريا بعد أن فشل مخطط الفوضى على مدار السنوات الـ4 الماضية في ترجيحها لصالح مجموعات مماثلة لمن تصفهم أميركا بـ (المعارضة المعتدلة) أسموهم بالجيش الحر تارة وجبهة النصرة تارة أخرى.

وإذا كانت وصفة السلاح في يد الجميع هي أحدث وصفات الفوضى الاميركية (اللاخلاقة) فإن التصدي لهذه الفوضى يستدعي حصر السلاح في يد الدولة وجيشها الوطني سواء في سوريا أو العراق وغيرها من البلدان المستهدفة مع عدم إيكال هذه المهمة لأي فصيل مسلح حتى وإن رفع شعارات حسن النوايا.

About this publication