A Small, Important American Decision Regarding Eastern Jerusalem and Its Implications

<--

تتسع في كل يوم تقريبا الدائرة الدولية لمعارضة الاستيطان ومقاطعة منتجاته، كما نرى في الاتحاد الاوروبي، وتثير هذه التطورات قلقا اسرائيليا متزايدا وقد خصصت حكومة نتانياهو مبلغ ١٠٠ مليون شيكل لمحاربة الحملة لمقاطعة اسرائيل، كما تبذل جهودا دبلوماسية واسعة لمنع قرار اوروبي بوضع علاقات على منتجات المستوطنات في إطار حملات المقاطعة.

وقد امتدت الحملة من الاتحاد الاوروبي الى الصين التي اشترطت عدم تشغيل عمالها المحتمل استقبالهم في اسرائيل الا داخل الخط الاخضر وليس في المستوطنات.

وتحاول اسرائيل، في مهزلة واضحة، «استيراد» آلاف العمال الصينيين للعمل في المشاريع وخاصة البناء ، رغم توفر العمال بكثرة سواء من الفلسطينيين او من المهاجرين الافارقة الذين تحاول ابعادهم على البلاد.

الا ان هناك تطورا اميركيا مهما في هذا السياق لمقاطعة الاستيطان ورفض الاعتراف ببعض الاجراءات الاسرائيلية في هذا الاطار، وللتطور هذا دلالة سياسية ابعد من نتائجه الفعلية، فلقد قررت المحكمة العليا الاميركية رفض تسجيل انباء اليهود الذين يحملون الجنسية الاميركية ومواليد القدس بانهبم مولودون في اسرائيل لانها ترفض الاعتراف يضم القدس.

ان الولايات المتحدة رسميا، تعتبر القوى الشرقية جزءا من الاراضي المحتلة عام ١٩٦٧، ويجيء قرار المحكمة وفي هذا التوقيت بالذات ليعزز الحملة ضد الممارسات الاسرائيلية والاستيطان بصورة عامة. لكن مواقف واشنطن بين ا لقول والفعل مختلفة جدا ومتباعدة، فهي اذ ترفض الاعتراف بضم القدس لا تفعل شيئا سوى الكلام بينما تدعم اسرائيل وتفرقها بالتأكيد والدعم السياسي والاقتصادي والعسكري وكل ما تحتاجه لكي تتفوق عسكريا وتواصل غطرستها ورفضها لاية حلول سياسية اميركا ترفض الاعتراف بضم القدس ولكنها ترى ما تفعل اسرائيل من استيطان وتهويد للقدس وتهيجر لابنائها ولا تفعيل شيئا. واميركا تسمع وترى خطط الاستيطان ومصادرة الارض وتقطيع اوصال الضفة الغربية ولا تفعل سوى زيادة الدعم والتأييد لاسرائيل.

وادارة الرئيس اوباما بصورة خاصة ترى ما فعله ويفعله رئيس حكومة اسرائيل نتانياهو، ضد هذه الادارة ورئيسها وتحقيره لها، ولا تفعل شيئا جديا ولا تمارس اية ضغوط على اسرائيل لتوقف ممارساتها المرفوضة وفق القوانين والشرعية الدولية.. وهكذا تواصل اسرائيل ممارساتها وتواصل اميركا حديثها عن رفض الاستيطان وضم القدس وعن ضرورة حل الدولتين .. والسبب بسيط وواضح وهو ان الادارة الحالية كما الادارات السابقة واللاحقة ايضا تخضع لضغوط القوى اليهودية والمؤيدة لاسرائيل ولا تملك القدرة على الممارسة الفعلية.

وظل قرار المحكمة العليا الاميركية مؤشرا للرأي العام الاميركي وللمجتمع الدولي عموما، لتعميق الرفض للممارسات الاسرائيلية .. وهذا ما يعطيه بعض الاهمية.

About this publication