Are We Leaving America’s ‘Jilbab?’

<--

هل نغادر جلباب أميركا؟

تقريران مهمان صدرا خلال الأسبوع الماضي، يمران كما غيرهما دون أن يتوقف عندهما العالم ليدرك من هو داعم الإرهاب الحقيقي، وفي كليهما يكشفان الدور الإيراني الكبير في تنمية الإرهاب ودعمه، وكيف أن هذه الدولة سبب الفتن والبلاء في منطقة الشرق الأوسط.

الأشهر هو ما أصدرته أميركا العدو الأول للإرهاب “كما تصف نفسها” وتؤكد فيه أن إيران واصلت رعايتها للهجمات الإرهابية في العالم في 2014، كما استمرت في تزويد النظام السوري بالأسلحة رغم مشاركتها في المحادثات المتعلقة ببرنامجها النووي، بل تؤكد أن إيران دعمت جماعات إرهابية من بينها “حزب الله” اللبناني، كما استخدمت ميليشيات شيعية “لتنسب لنفسها الفضل” في النجاحات ضد مسلحي تنظيم داعش في العراق “والتقليل من أهمية الغارات الجوية التي يشنها التحالف”. الآخر، هو ذلك التقرير الموثق الذي نشرته جريدة “الحياة” مساء الثلاثاء الماضي عن الدواعش الصفويين، وتأكيد التقرير عبر علماء في المذهب الشيعي وخبراء دوليين، أن للشيعة دواعشها الذين لا يقلون فتكا ودمارا عن أصحاب الاسم الحقيقي، واللافت أكثر أن المرجع الشيعي حسين المؤيد يؤكد أن “صنوفا وألوانا من الإرهاب تصدر من تنظيمات وعصابات صفوية ترتبط غالبا بالنظام الإيراني، وتنهج نهجا طائفيا مغرقا في الطائفية يتغاضى عنها المجتمع الدولي، ولا تتطرق إليها الأوساط السياسية والإعلامية وحتى الثقافية بشكل جاد وفاعل بحجمها”، وليس هذا فقط بل إن الخبيرين الأميركيين مايكل نايتس، وفيليب سميث، وعبر خطابين مختلفين في منتديات سياسية، أكدا حجم اللعبة التي تلعبها طهران في المنطقة وأبعادها على استقرارها.

فتنظيم داعش اليوم هو فصيل واحد يعادي جميع الطوائف والجنسيات، لذلك كان من الطبيعي أن يعاديه ويحاربه الجميع، أما تلك التنظيمات والجماعات التي تدعمها إيران، فهي فصائل متعددة تستهدف السنّة فقط لغرض مد النفوذ الإيراني”.

وبعد، فالعالم كله يدرك خطر إيران، وأنه ليس هناك أشد خطرا منها، ووجوب أن تعمل أميركا وحلفاؤها على إيقاف ذلك، لكننا نفاجأ بأن أميركا أصبحت ظاهرة صوتية فقط، تصرخ دون أن تفعل، والأدهى والأمر أنها تعترف بشر إيران وخطرها، ومع ذلك تسايرها وتفاوضها على سلاحها النووي، وليس ذلك بل تدعمها لتتبوأ مقعد المشارك في المفاوضات السورية!.

قد يبدو مثل ذلك لغزا أميركيا يصعب حله، لا سيما وأنها تعلم أن الدول العربية السنيّة على عداء وحرب مع داعش، لكن إيران على وفاق ودعم لكل ما يثير القلاقل ويعادي السنة ويقتلهم حسب التقريرين، بل إن المشكلة أن أميركا التي دفعت بكثير من دماء شبابها ثمنا لتحرير العراق من حزب البعث، تستسلم خانعة وهي ترى إيران تفسد ما قد قامت به وقدمت له ثمنا كبيرا، والأخيرة تؤسس لأحزاب أشد فظاعة من البعث داخل العراق، بل إن الجيش العراقي بات أقرب كي يكون ميليشيا “حزب الله” آخر بيد أيران.

السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط أصابها الوهن، وباتت صوتا دون فعل، وعليه فلم يعد خطاب أميركا مؤثرا في منطقتنا، ولذا نتمنى عليها ألا تنزعج إذا ما اتجه العالم بعيدا عنها، خصوصا أهل الخليج بصفقاتهم وعلاقاتهم القوية الجديدة التي اتجهت نحو روسيا وفرنسا والصين، لعدم ثقة بالفكر الأميركي الحديث.

About this publication