أتواجد في تكساس الأمريكية منذ شهرين بوصفي مستشارا ماليا لشركة مركزها إسطنبول وكنتُ قبل هذا أقمت قرابة عامين في بوسطن لدراسة الماجستير في الإدارة المالية.
وأود أن أذكر بعض المعلومات التي علمت بها في مدة إقامتي هنا، كي يطلع عليها معي المواطنون الأتراك المظلومون الذين يناضلون ويكدحون وينتجون رغم أنهم يعانون من ضغوط مؤسسات حكومية في العامين الأخيرين. وذلك لأنكم تعرضتم لضغوط ومظالم وتمييز وسلب وبالتالي لمخالفات قانونية، أكثر بكثير من قانون ضرائب الأملاك الذي طبِّق على غير المسلمين في 1945 وما بعدها، ومن أحداث 6-7سبتمبر/ أيلول 1955 التي أسفرت عن سلب بيوت وورش الأقليات في إسطنبول وما جرى من مظالم بعد انقلاب 28 فبراير/شباط القريب من عهدنا. وكم هو مؤسف أن ظلم المسلم للمسلم يستمر ويتزايد.
1- ثمة ديمقراطية عملية هنا في أمريكا. وثمة تطبيق صارم لمبدأ الفصل بين السلطات، وهو يحول دون حكم الفرد، وسلطة الحزب الواحد، والديكتاتورية. والصحافة الحرة هنا. واحترام الفكر واحترام الإنسان الذي هو جوهر الفكر هنا. وثمة كثير من الأعراق والمعتقدات هنا، ولولا الالتزام بهذه المبادئ لما تمكنوا من إدارة بلادهم.
2- الاقتصاد الأمريكي البالغ 17 تريليون دولار، وهو أكبر من الاقتصاد التركي الذي نما بمقدار 800 مليار دولار بأكثر من عشرين ضعفا، ما يعني أن أمريكا تشكل سوقا عملاقا. وإن تكساس ذات الـ27 مليون نسمة، والتي تبلغ مساحتها مساحة تركيا تقريبا، تمتلك اقتصادا يفوق الاقتصاد التركي مرتين حيث يبلغ 1.6 تريليون دولار. وهذا يعني أن الدخل والصرف والسوق فيها أكبر مما لدى تركيا بضعفين. كما أن وسائل النقل في تكساس ذات الـ 27 مليون نسمة أكبر عددا من وسائل النقل في تركيا.
3- الأمريكيون يهتمون كثيرا بالمعطيات. فكل المجالات لها معطيات مأجورة أو مجانية. وإن كثرة هذه المعطيات وتنوعها يحول دون الوقوع في الخطأ أو الخداع. فعلى سبيل المثال إذا أردتم شراء أو استئجار بيت، فيمكنكم من خلال برنامج تحملونه على جوالكم أن تطلعوا مباشرةً على أسعار وإيجارات كل البيوت المعروضة للبيع والإيجار.
4- يوجد الكثيرون من أصحاب المهن ورجال الأعمال ذوي الخبرة في كل القطاعات، والذين سبقونا بالمجيء إلى هنا. وقد درسوا في المدارس التركية مثل (يامانلار، وسامان يولو، وفاتح، وجوشكون). ويوجد الكثير من أصدقائنا الذين أكملوا دراساتهم العليا هنا، وانخرطوا في الأعمال.
كما أنه يوجد رجال أعمال من مختلف القطاعات كالفنادق، وتجارة القطن، والعقارات والمباني، وتجارة السيارات، وتجارة الإلكترونيات، وتشغيل المطاعم، وغيرها؛ مستعدون لإخباركم عن حقائق القطاعات عبر تجاربهم وخبرتهم التي اكتسبوها بعد المرور بمختلف المشقات، وصرف الكثير من أموالهم. وذلك من خلال ما تربوا عليه في حركة الخدمة ونبل أخلاقهم.
وتنتشر هنا مكاتب محاسبة تلزمكم في تأسيس شركاتكم، ومتابعة حسباتكم؛ وشركات عقارية تساعدكم في شراء واستئجار البيوت والمكاتب. كما يوجد هنا أصدقاء وزملاء لنا يديرون مكاتب للمحاماة؛ ويمكنهم أن يؤمّنوا لكم تأشيرات الدخول، ويتابعوا أوراقكم القانونية. وهم يدعونكم لزيارتهم وهم في انتظاركم دوما.
5- وليس ثمة حدود لحجم الائتمان، والأموال، ووسائل التشغيل في أمريكا. وإذا كان هناك 50 بنكا في تركيا، فذلك يعني أن كل بطاقات الائتمان محتكَرة بيد 50 شركة ائتمانية أو 50 شخصا. أما في أمريكا فيوجد حوالي 10 آلاف بنك وطني ومحلي. ويوجد 275 بنكا في تكساس وحدها. (http://www.us-banks.net/us/texas/) .
وإن هذا الحجم وهذا التنوع يوفر لكم الربح، كما يضمن لكم عدم التعرض لمشاكل في المال والائتمان في حال كانت لديكم أفكار أو طموحات ممكنة.
ولدى زيارتنا لأحد البنوك المحلية قال لنا مسؤول المشاريع المصرفية بالحرف الواحد: “هنا قد تموّل البنوك المشاريع التي تثق بها، بنسبة تبلغ 90%”. بيد أننا لا نستطيع تمويل مشاريع للشركات التي لم تعمل من قبل، أو لم تحصل على قروض من قبل بأكثر من نسبة 70%.
علما بأن تمويل البنك لمشروع ما، يؤكِّد للمستثمر بأنه يسير في طريق صحيح. لأن البنوك تقوم بتقييم تفصيلي، وتُعد تقارير التقييم البيئي، قبل أن تمنح التمويل.
ويبقى هذا التقرير الذي قدمته لكم ناقصا ما لم أنوه إلى أن إمكانية الحصول على قرض يسدد على 30 عاما أمر عادي جدا هنا.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.