قال المحلل السياسي الليبي محمد العبيدي ان ما حصل في صبراتة كان متوقعا منذ فترة وهذه المدينة مرشحة قبل غيرها لمثل هذه العمليات باعتبارها اصبحت ملاذا لعناصر تنظيم داعش .
ورأى ان خطط الامريكيين والفرنسيين والاوروبيين جاهزة ولما حانت الفرصة لاستهداف المدعو نور الدين شوشان قاموا بالعملية .فالسماء مفتوحة في ليبيا امام الاوروبيين والامريكيين بشكل عام .
وعما اذا كانت هذه العملية تمثل بداية لتدخل عسكري غربي في ليبيا ام انها غارات منفصلة بأهداف محددة اوضح العبيدي ان هذه الغارات تقرأ من الناحيتين، فالخطط الغربية بشكل عام لا تنتظر التوافق حول حكومة السراج الذي تأخر في ليبيا والجدول الزمني المحدد لمثل هذه العمليات يكون تلقائيا وسوف تستمر الغارات سواء تشكلت الحكومة او لا .
وعن انتشار داعش في ليبيا قال :«هناك وجهتا نظر اذ ثمة من يدافع عن مصراتة ويعتبر انها ليست مأوى او مقرا للارهابيين وهي وجهة نظر تنطلق من مخاوف اهل مصراتة من ان تتعرض مدينتهم لمثل هذه الغارات . وهناك وجهة نظر اخرى ترى ان مصراتة هي معقل قريب من طرابلس وتونس والساحل . وما يحدث الآن يدخل في صميم الحرب على هذا التنظيم وبالتالي فان العمليات التي بدأت فجر الجمعة لن تتوقف.
واضاف العبيدي ان داعش يتركز في سرت وصبراتة ودرنة لكن اغلب عناصره اجانب وبالتالي ولا يمتلك حواضن شعبية كما حدث في سوريا والعراق وليس بامكانه ان يسيطر على مناطق مأهولة او مرتبطة وربما يجد ملاذه فقط في المناطق الصحراوية المعزولة في الوسط الليبي وبالفعل فقد اتخذت عناصره من هذه الامكنة ملاذا مستغلة الفراغ السياسي والامني في الاقليم المتوسط . وقال ان كل القيادات الارهابية المتمركزة في سوريا والعراق بعد غارات التحالف لا شك انها حاولت الانتقال الى هذه المنطقة مشيرا الى ان الغرب قد يكون جعلها فخا ليصطاد بها القيادات الارهابية كما حدث اليوم .
اية تبعات على دول الجوار
وقال ان الخطر على الليبيين ودول الجوار وعلى الاوروبيين سواء . فليبيا ستصبح بعد التدخل مرتعا لعمليات عسكرية موسعة، والمشهد السياسي المرتبك والمتعثر في ليبيا ينذر بان الامور قد تخرج عن السيطرة وهو ما تخشاه القوى الوطنية الحقيقية التي لا تريد فقدان السيادة الليبية.
اما عن المشهد السياسي فقال انه سيتضح هذا الاسبوع من خلال ما سوف ينتج عن اجتماع برلمان ليبيا ومساءلته لرئيس المجلس الرئاسي وامكانية منحه الثقة لحكومة السراج ام لا . ورأى محدثنا انه من الصعب تكرار السيناريو السوري والعراقي في ليبيا لان المعطيات الموضوعية غير متواجدة والوضع مختلف . واعتبر ان هناك سهولة في التعامل مع هذه الجماعات في ليبيا لأنها متواجدة في مناطق معزولة في الصحراء ولا تحتضنها حواضن شعبية مثلما ذكرت . وهناك مباركة شعبية مطلقة واستعداد لدى الشباب الليبي للقتال من اجل تخليص البلاد من هذه المجموعات ولكن العائق الوحيد بحسب محدثنا هو الارباك في المشهد السياسي والخلل الناتج عن عدم وجود جيش منظم يتدريب وسلاح كافيين . ويرى العبيدي انه اذا تمكن المجتمع الدولي من رفع الحظر على الجيش الليبي فإنّ الامور ستكون اسهل واكد ان الليبيين لا يحتاجون الى تدخل اجنبي لمحاربة الارهاب بل كل ما يحتاجونه هو التدريب اللازم والسلاح والذخائر وبامكانهم تطهير البلاد من هذه المجموعات باعتبار ان 90 بالمئة من عناصرها اجانب وليسوا ليبيين .
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.