منذ أن رعت الولايات المتحدة الاميركية المفاوضات السلمية الفلسطينية – الاسرائيلية وهذه المفاوضات لم تحقق أي تقدم او أي إنجاز يذكر بل على العكس من ذلك أوصلت الدعاية الاميركية المفاوضات الى طريق مسدود بسبب الانحياز الاميركي بالكامل لاسرائيل ومخططاتها الرامية الى رفض السلام ومواصلة سياساتها في الاستيطان ومصادرة الأراضي وتهويد القدس وسواها من الممارسات والانتهاكات التي لا حصر لها.
وفي أعقاب جولة جون كيري الأخيرة في المنطقة قبل عدة أشهر أعلنت أمريكا بأنها استنفدت كل ما أسمته جهودها من أجل إنجاح المفاوضات والتوصل الى حل الدولتين أي أنها بعبارة أوضح أوقفت كل اتصالاتها مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بشأن المفاوضات وحل الدولتين.
وعندما شعرت الولايات المتحدة بأن رعايتها للمفاوضات التي احتكرتها مهددة بفعل الأفكار الفرنسية التي طرحها وزير خارجيتها قبيل استقالته من منصبه والتي تدعو إلى عقد مؤتمر دولي من أجل إيجاد تسوية للقضية الفلسطينية وأن فرنسا ستعترف بالدولة الفلسطينية في حال فشل المؤتمر، وكذلك في أعقاب الترحيب الفلسطيني بهذه الأفكار ودعوة السلطة الفلسطينية الى عقد مؤتمر دولي على غرار المؤتمر الذي عقد بشأن ايران وهو ٥ + ١ والذي أدى الى توقيع اتفاق معها، في أعقاب كل ذلك سارع وزير الخارجية الاميركي للمجيء الى لمنطقة لكي لا تخرج الأمور من يد الولايات المتحدة ويفرض المجتمع الدولي على اسرائيل ، في حال عقد مؤتمر دولي، إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية وفق جدول زمني محدد تمهيدا لإقامة دولة فلسطينية استنادا لحل الدولتين.
ونعتقد بأن كيري، لدى اجتماعه أمس في عمان مع الرئيس محمود عباس ومع مسؤولين أردنيين كل على انفراد، لم يقدم أي جديد ولم يطرح أية أفكار جديدة بشأن المفاوضات وحل الدولتين، وإنما جاء لعرقلة الأفكار الفرنسية قبل بلورتها الى مبادرة دولية وطرحها على مجلس الأمن الدولي للموافقة عليها، خاصة وان الحكومة الأكثر يمينية وتطرفا في اسرائيل رفضتها في إطار رفضها للسلام ومواصلة سياساتها التي دمرت حل الدولتين وستوصله هو الآخر الى طريق مسدود كما أوصلت المفاوضات من قبل.
ان امريكا المنشغلة حاليا في الانتخابات الرئاسية ومحاولات الحزبين المتنافسين كسب ود اللوبي الصهيوني هناك، لكي يضمن كل حزب أصوات يهود أمريكا ودعمهم للحملات الانتخابية لمرشحي الحزبين، وأيضا انشغالها في التدخل الروسي الحازم والقوي في سوريا وإرباك مخططات اميركا وحلفائها في المنطقة، وخوفا من عودة التفوق الروسي في المنطقة الى جانب الأوضاع عامة في المنطقة العربية هي التي دفعت أيضا كيري الى المجيء للمنطقة في محاولة للحيلولة دون فقدان واشنطن ولو جزءا صغيرا من نفوذها في المنطقة العربية خاصة والشرق أوسيطة عامة، فوزير الخارجية الاميركية لم يحمل معه أي جديد، وإنما لكي يعطي اسرائيل المزيد من الوقت لتنفيذ سياساتها المناهضة للسلام ولحقوق شعبنا الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ولو أرادت الولايات المتحدة ان تعمل أي شيء لصالح حل الدولتين لكان باستطاعتها فعل ذلك خلال السبع سنوات التي أمضاها الرئيس الاميركي أوباما في البيت الأبيض، وليس قبل مغادرته لموقعه خلال أشهر معدودة.
فجولة كيري لا آمال تعلق عليها وشعبنا وقواه وقيادته ستواصل النضال حتى تحقيق أهدافنا الوطنية المشروعة.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.